للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقتادةَ: ﴿وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ﴾. قال: هو المكثارُ فى الشرِّ.

وقولُه: ﴿هَمَّازٍ﴾. يعني: مُغتابٍ للناسِ يأكُلُ لحومَهم.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنى محمدُ بن سعدٍ، قال: ثنى أبى، قال: ثنى عمى، قال: ثنى أبى، عن أبيه، عن ابن عباس قولَه: ﴿هَمَّازٍ﴾: يعني الاغتيابَ (١).

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿هَمَّازٍ﴾: يَأْكُلُ لحومَ المسلمين (٢).

حدَّثنى يونُسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ فى قوله: ﴿هَمَّازٍ﴾. قال: الهَمَّازُ الذى يَهْمِزُ الناسَ بيدِه ويَضْرِبُهم، وليس باللسانِ. وقرَأ: ﴿وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ﴾ [الهمزة: ١]. الذي يَلْمِزُ الناسَ بلسانِه. والهمزُ أصلُه الغمزُ، فقيل للمغتابِ: هَمَّازٌ. لأنه يَطْعُنُ فى أعراضِ الناسِ بما يَكْرَهون، وذلك غمزٌ عليهم (٣).

وقولُه: ﴿مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ﴾. يقولُ: مَشَّاءٍ بحديثِ الناسِ بعضِهم في بعضٍ، يَنْقُلُ حديثَ بعضِهم إلى بعضٍ.

وبنحوِ الذى قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.


(١) عزاه السيوطى فى الدر المنثور ٦/ ٢٥٣ إلى المصنف وابن أبي حاتم وابن مردويه.
(٢) عزاه السيوطى فى الدر المنثور ٦/ ٢٥٢ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
(٣) ذكره القرطبي في تفسيره ١٨/ ٢٣١ مختصرًا.