للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حُدِّثْتُ عن الحسينِ، قال: سمِعْتُ أبا معاذٍ يقولُ: ثنا عبيدٌ، قال: سمِعْتُ الضحاكَ يقولُ: ﴿عُتُلٍّ﴾. قال: العتلُّ الشديدُ.

﴿بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ﴾. ومعنى ﴿بَعْدَ﴾ في هذا الموضعِ معنى "مع"، وتأويلُ الكلامِ ﴿عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ﴾. أى: مع العَتْلِ زنيمٌ.

وقولُه: ﴿زَنِيمٍ﴾. والزنيمُ فى كلامِ العربِ الملصَقُ بالقومِ وليس منهم. ومنه قولُ حسانَ بنِ ثابتٍ (١):

وأنت زَنِيمٌ نِيطَ في آلِ هاشمٍ … كما نِيطَ خلفَ الراكبِ القَدَحُ الفَرْدُ

وقال آخرُ (٢):

زَنيمٌ ليس يُعْرَفُ مَن أبوه … بَغِيُّ الأُمِّ ذو حَسَبٍ لَئِيمُ

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنى محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبى، قال: ثنى عمى، قال: ثنى أبى، عن أبيه، عن ابنِ عباسٍ: ﴿زَنِيمٍ﴾. قال: والزنيمُ: الدَّعِىُّ. ويقالُ: الزنيمُ رجلٌ كانت به زَنَمةٌ (٣) يُعْرَفُ بها. ويقالُ: هو الأخنسُ بنُ شَرِيقٍ الثقفىُّ حليفُ بنى زُهرةَ. وزعَم أُناسٌ مِن بنى زُهْرةَ أن الزنيمَ هو الأسودُ بنُ عبدِ يَغوثَ الزهرىُّ، وليس به (٤).


(١) ديوانه ص ١١٨.
(٢) البيت في تفسير القرطبى ١٨/ ٢٣٤، وتفسير ابن كثير ٨/ ٢٢٠، وفتح البارى ٨/ ٦٦٣.
(٣) الزنمة: شيء يقطع من أذن البعير فيترك معلقًا. ينظر اللسان (ز ن م).
(٤) ذكره ابن كثير في تفسيره ٨/ ٢٢٠ عن العوفى عن ابن عباس، وعزاه السيوطى في الدر المنثور ٦/ ٢٥٣ إلى المصنف وابن أبي حاتم وابن مردويه.