للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في قولِه: ﴿عَلَى حَرْدٍ﴾. قال: على أمرٍ مُجْمَعٍ.

حدَّثنا هنادٌ، قال: ثنا أبو الأحوصِ، عن سماكٍ، عن عكرِمةَ: ﴿وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ﴾. قال: على أمرٍ مُجْمَعٍ (١).

وقال آخرون: بل معنى ذلك: وغدَوا على فاقةٍ وحاجةٍ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلى، قال: ثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، قال: قال الحسنُ في قولِه: ﴿وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ﴾. قال: على فاقةٍ (٢).

وقال آخرون: بل معني ذلك: على حَنَقٍ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا ابنُ حُميدٍ، قال: ثنا مهرانُ، عن سفيانَ: ﴿وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ﴾. قال: على حَنَقٍ (٣).

وكأن سفيانَ ذهَب فى تأويلِه هذا إلى مثلِ قولِ الأشهبِ ابنِ رُميلةَ (٤):

أُسُودُ شرًى لاقَتْ أُسُودَ خَفِيَّةٍ … تَسَاقَوْا على حَرْدٍ دِماءَ الأَساوِدِ

يعني: على غَضَبٍ.

وكان بعضُ أهلِ المعرفةِ بكلامِ العربِ من أهلِ البصرةِ (٥) يتأوَّلُ ذلك: وغَدوا


(١) عزاه الحافظ فى الفتح ٨/ ٦٦١ إلى سعيد بن منصور، وصحح إسناده.
(٢) أخرجه عبد الرزاق فى تفسيره ٢/ ٣٠٩ عن معمر به، وعزاه السيوطى فى الدر المنثور -كما في المخطوطة المحمودية ص ٤٢٦ - إلى عبد بن حميد.
(٣) ذكره البغوى في تفسيره ٨/ ١٩٦.
(٤) البيت فى مجاز القرآن ٢/ ٢٦٦، والكامل للمبرد ١/ ٥٢، ٣/ ١٧، والبيان والتبيين ٤/ ٥٥، والحيوان ٤/ ٢٤٥.
(٥) هو أبو عبيدة فى مجاز القرآن ٢/ ٢٦٥.