للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شيءٌ إلا بكيلٍ على يَدى مَلَكٍ، إلا يومَ عادٍ، فإنه أَذِن لها دونَ الخُزَّانِ فخرَجت، وذلك قولُ اللهِ: ﴿بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَة﴾. عَتَتْ على الخُزَّانِ (١).

حدَّثنى يونسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ فى قولِه: ﴿بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَة﴾. قال: الصَرْصَرُ الشديدةُ، والعاتيةُ القاهرةُ التى عتَتْ عليهم فقَهَرتْهم (٢).

حدَّثنى محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثنى الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابنِ أبى نجيحٍ، عن مجاهدٍ قولَه: ﴿صَرْصَرٍ﴾. قال: شديدةٍ (٣).

حدِّثتُ عن الحسينِ، قال: سمِعتُ أبا معاذٍ يقولُ: ثنا عبيدٌ، قال: سمِعتُ الضحاكَ يقولُ فى قولِه: ﴿بِرِيحٍ صَرْصَرٍ﴾. يعنى: باردةٍ، ﴿عَاتِيَةٍ﴾: عتَتْ عليهم بلا رحمةٍ ولا بركةٍ (٤).

وقولُه: ﴿سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: سَخَّر تلكَ الرياحَ على عادٍ سبعَ ليالٍ وثمانيةَ أيامٍ حُسُومًا. [واختلَف أهلُ التأويلِ فى معنى قولِه: ﴿حُسُومًا﴾] (٥)؛ فقال بعضُهم: عُنِى بذلك: تِباعًا.


(١) ذكره ابن كثير فى تفسيره ٨/ ٢٣٧ عن المصنف، وعزاه السيوطى فى الدر المنثور ٦/ ٢٥٩ إلى المصنف.
(٢) أخرجه أبو الشيخ فى العظمة (٨١٢) من طريق أصبغ، عن ابن زيد.
(٣) أخرجه أبو الشيخ فى العظمة (٨١٣) من طريق ورقاء به، وتقدم تخريجه فى ٢٠/ ٣٩٨.
(٤) ذكره القرطبى فى تفسيره ١٨/ ٢٥٩، وابن كثير فى تفسيره ٨/ ٢٣٥، وينظر ما تقدم فى ٢٠/ ٣٩٨.
(٥) سقط من: النسخ، والمثبت ما يقتضيه السياق.