للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجلَّ: ﴿وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ﴾ [محمد: ١٧]. يقولُ: ربا لهؤلاء الخيرَ ولهؤلاء الشرَّ.

وقولُه: ﴿إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: إنا لما كَثُر الماءُ فتجاوز حدَّه المعروفَ كان له. وذلك زمنَ الطُّوفانِ.

وقيل: إنه زاد فعَلَا فوقَ كلِّ شيءٍ بقدرِ خمسَ عشرةَ ذراعًا.

ذكرُ مَن قال ذلك، ومَن قال فى قولِه: ﴿طَغَا﴾ مثلَ قولِنا

حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلى، قال: ثنا ابنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادةَ: ﴿إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ﴾. قال: بلَغنا أنه طغَى فوقَ كلِّ شيءٍ خمسَ عشرةَ ذراعًا (١).

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ﴾: ذاكم زمنَ نوحٍ، طغَى الماءُ على كلِّ شيءٍ خمسَ عشرَةَ ذراعًا بقدرِ كلِّ شيءٍ.

حدَّثنا ابنُ حُميدٍ، قال: ثنا يعقوبُ القُمِّىُّ، عن جعفرِ بنِ أبى المغيرةِ، عن سعيدِ ابنِ جبيرٍ فى قولِه: ﴿إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ﴾. قال: لم تَنْزِلْ مِن السماءِ قَطْرَةٌ إلا بعلمِ الخُزَّانِ، إلا حيثُ طَغَى الماءُ؛ فإنه قد غَضِب لغضبِ اللهِ، فطغَى على الخُزَّانِ، فخرَج ما لا يَعْلمون ما هو (٢).

حدَّثنى علىٌّ، قال: ثنا أبو صالحٍ، قال: ثنى معاويةُ، عن علىٍّ، عن ابنِ عباسٍ قولَه: ﴿إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ﴾: إنما يقولُ: لما كَثُر (٣).


(١) أخرجه عبد الرزاق فى تفسيره ٢/ ٣١٣ عن معمر به، وعزاه السيوطى فى الدر المنثور ٦/ ٢٦٠ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
(٢) أخرجه أبو الشيخ فى العظمة (٧٣٣) من طريق يعقوب به، وعزاه السيوطى فى الدر المنثور ٦/ ٢٦٠ إلى ابن المنذر.
(٣) أخرجه ابن أبى حاتم -كما فى تغليق التعليق ٤/ ٣٤٨، والإتقان ٢/ ٤٩ - من طريق عبد الله بن صالح=