للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثنى يونسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ فى قولِه: ﴿حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ﴾: والجاريةُ سفينةُ نوحٍ التى حُمِلْتم فيها.

وقيل: ﴿حَمَلْنَاكُمْ﴾. فخاطَب الذين نزَل فيهم القرآنُ، وإنما حمَل أجدادَهم نوحًا وولدَه؛ لأنَّ الذين خُوطِبوا بذلك ولدُ الذين حُمِلوا فى الجاريةِ، فكان حَمْلُ الذين حُمِلوا فيها مِن الأجدادِ حملًا لذرِّيتِهم، على ما قد بيَّنا من نظائرِ ذلك فى أماكنَ كثيرةٍ مِن كتابِنا هذا (١).

وقولُه: ﴿لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً﴾. يقولُ: لنَجْعَلَ السفينةَ الجاريةَ التى حمَلْناكم فيها لكم ﴿تَذْكِرَةً﴾. يعنى: عبرةً وموعظةً تَتَّعِظون بها.

وبنحوِ الذى قلنا فى ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً﴾: فَأَبْقاها اللهُ تذكرةً وعبرةً وآيةً، حتى نظَر إليها أوائلُ هذه الأمةِ، وكم مِن سفينةٍ قد كانت بعدَ سفينةِ نوحٍ قد صارَتْ رمادًا (٢).

وقولُه: ﴿وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ﴾. يعنى: حافظةٌ، عقَلت عن اللهِ ما سمِعَتْ.

وبنحوِ الذى قلنا فى ذلك قال أهلُ التأويلِ.


(١) ينظر ما تقدم فى ١/ ٦٤٢، ٦٤٣، ٢/ ٥٦، ٥٧، ٢٠٤، ٢٠٥.
(٢) فى ص: "رمددا"، وفى ت ٢: "ربدادا"، وفى ت ٣: "ربددا".
والأثر عزاه السيوطى فى الدر المنثور ٦/ ٢٦٠ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.