للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سائلٌ (١).

وقولُه: ﴿بِعَذَابٍ وَاقِعٍ﴾. يقول: سأَل بعذابٍ للكافرين، واجبٍ لهم يومَ القيامةِ، واقعٍ بهم. ومعنى: ﴿لِلْكَافِرِينَ﴾ على الكافرين. كالذي حُدِّثْتُ عن الحسينِ، قال: سمِعْتُ أبا معاذٍ يقولُ: ثنا عبيدٌ، قال: سمِعْتُ الضحاكَ يقولُ في قولِه: ﴿بِعَذَابٍ وَاقِعٍ﴾. يقولُ: واقعٍ على الكافرين.

واللامُ فى قولِه: ﴿لِلْكَافِرِينَ﴾ من صلةِ "الواقعِ".

وقولُه: ﴿لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (٢) مِنَ اللهِ ذِي الْمَعَارِجِ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: ليس للعذابِ الواقعِ على الكافرين مِن اللهِ دافعٌ يَدْفَعُه عنهم.

وقولُه: ﴿ذِي الْمَعَارِجِ﴾. يعنى: ذى العُلُوِّ والدرجاتِ والفَواضل والنِّعمِ.

وبنحوِ الذي قلْنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني عليٌّ، قال: ثنا أبو صالحٍ، قال: ثني معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابنِ عباسٍ فى قولِه: ﴿ذِي الْمَعَارِجِ﴾. يقولُ: العلوِّ والفَواضلِ (٢).

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿مِنَ اللهِ ذِي الْمَعَارِجِ﴾: ذى الفَواضِلِ والنِّعمِ (٣).

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثنى


(١) ذكره ابن كثير في تفسيره ٨/ ٢٤٨.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم -كما في الإتقان ٢/ ٤٩ - من طريق أبي صالح به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٢٦٤ إلى ابن المنذر.
(٣) عزاه السيوطى فى الدر المنثور ٦/ ٢٦٤ إلى عبد بن حميد.