للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الدنيا" (١).

وقد رُوِى عن ابنِ عباسٍ في ذلك غيرُ القولِ الذى ذكَرْنا عنه، وذلك ما حدَّثني يعقوبُ بنُ إبراهيمَ، قال: ثنا ابنُ عُليةَ، عن أيوبَ، عن ابنِ أبي مُلَيْكَةَ، أن رجلًا سأَل ابن عباسٍ عن ﴿يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ (٢) أَلْفَ سَنَةٍ﴾ [السجدة: ٥]، فقال: فما ﴿يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ﴾؟ قال: إنما سأَلْتُك لتُخْبِرَني. قال: هما يومان ذكَرَهما اللهُ في القرآنِ، اللهُ أعلمُ بهما. فكرِه أن يقولَ في كتابِ اللهِ ما لا يَعْلَمُ (٣).

حدَّثنا ابنُ بشارٍ، قال: ثنا عبدُ الوَهَّابِ، قال: ثنا أيوبُ، عن ابنِ أبى مُلَيْكَةَ، قال: سأَل رجلٌ ابنَ عباسٍ عن ﴿يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ﴾. قال: فاتَّهَمه. فقيل له فيه. فقال: ما ﴿يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ﴾ فقال: إنما سأَلْتُك لتُخْبِرَنى، فقال: هما يومان ذكَرَهما اللهُ جلَّ وعزَّ، اللهُ أعلمُ بهما، وأكْرَهُ أن أقولَ فى كتابِ اللهِ بما لا أَعْلَمُ (٣).

وقرَأَت عامةُ قرأةِ الأمصارِ قولَه: ﴿تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ﴾ بالتاءِ (٤)، خلا الكِسائيَّ، فإنه كان يَقْرَأُ ذلك بالياءِ؛ بخبرٍ كان يَرْوِيه عن ابنِ مسعودٍ أنه قرَأ ذلك كذلك (٥).

والصوابُ من قراءةِ ذلك عندنا ما عليه قرأةُ الأمصارٍ، وهو بالتاءِ؛ لإجماعِ الحجَّةِ من القرأةِ عليه.


(١) أخرجه ابن حبان (٧٣٣٤) من طريق ابن وهب به، وأخرجه أحمد ١٨/ ٢٤٦ (١١٧١٧)، وأبو يعلى (١٣٩٠) من طريق دراج به.
(٢) بعده في ت ١: "خمسين".
(٣) تقدم تخريجه في ١/ ٨٠.
(٤) وهى قراءة ابن عامر وابن كثير وأبي عمرو وعاصم وحمزة ونافع. ينظر حجة القراءات ٧٢١.
(٥) أخرجه الفراء في معانى القرآن ٣/ ١٨٤ من طريق أبي إسحاق، عن ابن مسعود، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٢٦٥ إلى عبد بن حميد.