للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السَّمَاءِ﴾ الآية (١).

وأما قولُه: ﴿فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا﴾ فإنه يعنى: فلنَصرِفَنَّك عن بيتِ المقدسِ إلى قبلةٍ ترضاها. [ويَعنى بقولِه: ﴿تَرْضَاهَا﴾] (٢) تهوَاها وتُحبُّها.

وأما قولُه: ﴿فَوَلِّ وَجْهَكَ﴾ فإنه (٣) يعنى به (٣): اصرِفْ وجهَك وحوِّلْه.

وقولُه: ﴿شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾ يعنى بالشَّطرِ: النحوَ والقصدَ والتِّلقاءَ، كما قال الهُذَلىُّ (٤):

إن العَسيرَ (٥) بها داءٌ مُخامِرُها (٦) … فشَطْرَها نَظَرُ العَينَينْ مَحْسُورُ (٧)

يعنى بقولِه: شَطْرَها: نحوَها. وكما قال ابنُ أحمرَ (٨):

تَعْدُو بنا شَطْرَ جَمْعٍ (٩) وهْى عاقِدَةٌ (١٠) … قد كارَبَ (١١) العَقْدُ من إيفادِها (١٢) الحقَبا (١٣)


(١) تقدم تخريجه فى ص ٤٥٠.
(٢) سقط من: م، ت ١، ت ٢، ت ٣.
(٣) سقط من: م، ت ١، ت ٢، ت ٣.
(٤) هو قيس ابن العيزارة، والعيزارة أمه، واسمه قيس بن خويلد. البيت فى شرح أشعار الهذليين ٢/ ٦٠٧، واللسان (ح س ر، ش ط ر).
(٥) العسير: الناقة التى ركبت قبل تذليلها. اللسان (ع س ر).
(٦) خامره الداء: خالطه. اللسان (خ م ر).
(٧) حسر بصره: كَلّ وانقطع نظره من طول مدى وما أشبه ذلك. اللسان (ح س ر).
ورواية البيت فى شرح أشعار الهذليين هكذا:
إن النعوس بها داء يخامرها … فنحوها بصر العينين مخزور
(٨) مجاز القرآن ١/ ٦٠، وسيرة ابن هشام ١/ ٥٥١، وخزانة الأدب ٦/ ٢٥٥.
(٩) جمع: المزدلفة، سميت بذلك لاجتماع الناس بها. اللسان (ج م ع)
(١٠) ناقة عاقد: تعقد بذنبها عند اللقاح. اللسان (ع ق د).
(١١) كارب الشئ: قاربه. اللسان (ك ر ب).
(١٢) فى ت ٣: "إيقادها". وهو لفظ رواية مجاز القرآن. والإيفاد: الإسراع. اللسان (و ف د). فهما بمعنى.
(١٣) الحقب: حبل يشد به الرحل فى بطن البعير مما يلى ثيله، لئلا يؤذيه التصدير، أو يجتذبه التصدير، =