للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثنا ابنُ بشارٍ، قال: ثنا عبدُ الرحمنِ، قال: ثنا سفيانُ، عن أبي الزبيرِ، عن جابرِ بن عبدِ اللهِ، قال: قال رسولُ الله : "أُمرِتُ أن أُقاتلَ الناسَ حتى يقولوا: لا إله إلا اللهُ. فإذا قالوا: لا إلهَ إلا اللهُ. عصَموا منى دماءَهم وأموالَهم إلا بحقِّها، وحسابهم على اللهِ". ثم قرأ: ﴿إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (٢١) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ﴾ " (١)

حدَّثنا ابنُ حميدٍ، قال: ثنا مهرانُ، عن سفيانَ، عن أبي الزبيرِ محمدِ بن مسلمٍ، قال: سمِعتُ جابرَ بن عبدِ الله يقولُ: سمِعتُ النبيَّ يقولُ، فذكَر مثلَه، إلا أنه قال: قال أبو الزُّبيرِ: ثم قرَأ: " ﴿إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (٢١) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ﴾ ".

حدَّثنا يوسفُ بنُ موسى القَطَّانُ، قال: ثنا وكيعٌ، عن سفيانَ، عن أبي الزُّبيرِ، عن جابرٍ، عن رسولِ اللهِ مثلَه.

وقولُه: ﴿إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ﴾. يتوجَّهُ لوجهين؛ أحدُهما: فذكِّرْ قومك يا محمدُ، إلا من تولَّى منهم عنك، وأعرَض عن آياتِ اللهِ فكفَر. فيكونُ قولُه: ﴿إِلَّا﴾ استثناءً من الذين كان التذكيرُ عليهم، وإن لم يُذكَّروا، كما يقالُ: مضَى فلانٌ فدعا، إلا من لا تُرْجَى إجابتُه. بمعنى: فدعا الناسَ إِلا مَن لا تُرْجَى إجابتُه. والوجه الثاني: أن يُجعَلَ قولُه: ﴿إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ﴾. منقطعًا عما قبله. فيكونُ معنى الكلامِ حينَئذٍ: لستَ عليهم بمسيطرٍ، إلا من تولَّى وكفَر، يعذِّبُه اللهُ. وكذلك الاستثناءُ المنقطعُ يُمتحنُ بأن يحسُنَ معه "إن"، فإذا حسُنت معه كان منقطعًا، وإذا لم تحسُنْ كان استثناءً متصلًا صحيحًا، كقولِ القائلِ: سار القومُ إلا


(١) أخرجه الترمذى (٣٣٤١) عن محمد بن بشار به، وأحمد ٢٢/ ١١٩ (١٤٢٠٩)، ومسلم (٢١/ ٣٥) من طريق عبد الرحمن به، والنسائى في الكبرى (١١٦٧٠) من طريق سفيان به.