للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هؤلاء الثلاثةِ، نُشِرت الصحفُ، ووُضعت الموازينٌ، ودُعِى الخلائقُ للحسابِ (١).

حدَّثني موسى بنُ عبدِ الرحمنِ قال: ثنا أبو أسامةَ، عن الأجلحِ، قال: سمعتُ الضحاكَ بنَ مزاحمٍ يقولُ: إذا كان يومُ القيامةِ، أمَر اللهُ السماءَ الدنيا فتَشقَّقتْ (٢) بأهلِها، ونزَل مَن فيها مِن الملائكةِ، فأحاطوا بالأرضِ ومَن عليها، ثم الثانيةَ، ثم الثالثةَ، ثم الرابعةَ، ثم الخامسةَ، ثم السادسةَ، ثم السابعةَ، فصفُّوا صفًّا دونَ صفٍّ. ثم يَنزِلُ الملِكُ الأعلى، على مُجَنَّبتِه اليسرى جهنمُ، فإذا رآها أهلُ الأَرضِ ندُّوا، فلا يأتون قُطْرًا من أقطارِ الأرضِ إلا وجَدوا سبعةَ صفوفٍ من الملائكةِ، فيَرْجعون إلى المكانِ الذي كانوا فيه، فذلك قولُ الله ﷿: ﴿إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ (٣) (٣٢) يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ﴾ [غافر: ٣٢، ٣٣]. وذلك قولُه: ﴿وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (٢٢) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ﴾. وقولُه: ﴿يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ﴾ [الرحمن: ٣٣]. وذلك قولُ اللهِ: ﴿وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ (١٦) وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا﴾ (٤) [الحاقة: ١٦، ١٧].

حدَّثنا أبو كريبٍ، قال: ثنا عبدُ الرحمنِ بنُ محمدٍ المحاربيُّ، عن إسماعيلَ بن رافعٍ المدنيِّ، عن يزيدَ بن أبي زيادٍ، عن محمدِ بن كعبٍ القرظيِّ، عن رجلٍ مِن الأنصارِ، عن أبي هريرةَ، قال: قال رسولُ الله : "تُوقَفُون موقفًا واحدًا يومَ


(١) أخرجه الحسين في زوائده على الزهد لابن المبارك (٣٥٣)، وابن أبي الدنيا في الأهوال (٢١٥)، وأبو نعيم في الحلية ٦/ ٦٢ من طريق عوف به.
(٢) سقط من النسخ، وينظر ما تقدم في ٢٠/ ٣١٩.
(٣) هي قراءة شاذة. وينظر ما تقدم في ٢٠/ ٣١٨.
(٤) تقدم تخريجه في ٢٠/ ٣١٩.