للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقولُه: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ﴾. يقول تعالى ذكره: وأَيُّ شيءٍ أَشْعَرك يا محمدُ ما العقبةُ؟

ثم بيَّن جلَّ ثناؤُه له، ما العقبةُ، وما النجاةُ منها، وما وجْهُ اقتحامِها؛ فقال: اقتحامُها وقطعها فكُّ رقبةٍ مِن الرَّقِّ وأَسْرِ العبوديةِ (١).

كما حدَّثني يعقوبُ، قال: ثنا ابن عليَّةَ، عن أبي رجاءٍ، عن الحسنِ: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (١٢) فَكُّ رَقَبَةٍ﴾. قال: ذُكر لنا أنه ليس مسلمٌ يُعتِقُ رقبةً مسلمةً، إلا كانت فداءَه من النارِ (٢).

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (١٢) فَكُّ رَقَبَةٍ﴾: ذُكر لنا أن نبيَّ اللهِ سُئل عن الرقابِ أَيُّها أعظمُ أجرًا، قال: "أكثرها ثمنًا" (٣).

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ، قال: ثنا (٤) سالمُ بنُ أبي الجعدِ، عن مَعْدانَ بن أبي طلحةَ، عن [أبي نُجيحٍ] (٥)، قال: سمِعتُ رسولَ اللهِ يقولُ: "أَيُّمَا مُسْلمٍ أَعْتَق رجلًا مُسْلمًا، فإِنَّ الله جَاعِلٌ وِفاءَ كُلِّ عَظْمٍ مِن عظامِه، عَظْمًا مِن عظامِ مُحرَّرِه مِن النَّارِ، وأيُّمَا امْرأةٍ مسلمةٍ أعتَقت امرأةً مسلمةً، فإنَّ الله جاعِلٌ وِفاءَ كُلِّ عظمٍ مِن عظامِها، عَظْمًا مِن عِظامِ محرَّرِهَا مِن النَّارِ" (٦).


(١) في ص، م، ت ١: "العبودة".
(٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٣٥٤ إلى المصنف وعبد بن حميد.
(٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٣٥٤ إلى المصنف.
(٤) في الأصل: "وحدثنا".
(٥) في الأصل: "ابن أبي يحيى".
(٦) أخرجه أحمد ٤/ ٣٨٤ (الميمنية) من طريق سعيد به، وأخرجه الطيالسي (١٢٥٠) - ومن طريقه البيهقى ١٠/ ٢٧٢ - وأخرجه أحمد ٤/ ١١٣، ٣٨٤ (الميمنية)، وأبو داود (٣٩٦٥)، والترمذى (١٦٣٨)، =