للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدثنا بشرُ بنُ معاذٍ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ﴾. أولئِكَ أهل الكتاب، كَتَمُوا الإسلامَ وهو دينُ اللهِ، وكَتَمُوا محمدًا ، وهم يَجِدُونه مَكتوبًا عندَهم في التوراةِ والإنجيلِ (١).

حدثني موسى، قال: ثنا عَمرُو بنُ حمادٍ، قال: ثنا أسباطُ، عن السُّديِّ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ﴾. زعَموا أن رجلًا مِن اليهودِ كان له صديقٌ من الأنصار يُقالُ له: ثَعلبةُ بنُ عَنَمةَ (٢). قال له: هل تجِدون محمدًا عندَكم؟ قال: لا. قال: محمدٌ: البيناتُ (٣).

[ويَعْنى بقولِه] (٤): ﴿مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ﴾. بعضَ الناسِ؛ لأن العلمَ بنبوَّةِ محمدٍ وصفتِه، ومبعثِه لم يكنْ إلا عندَ أهلِ الكتابِ، دونَ غيرِهم، وإيَّاهم عَنَى بذلك ﷿. ويعني جلَّ ذِكرُه بالكتابِ التوراةَ والإنجيلَ، وهذه الآيةُ وإن كانت نزلتْ في خاصٍّ من الناسِ، فإنها مَعنيٌّ بها كلٌّ كاتمٍ علمًا فرَض اللهُ تعالَى عليه بيانَه للناسِ، وذلك نظيرُ الخبرِ الذي رُوِيَ عن رسولِ اللهِ أنه قال: "مَن سُئِلَ عن عِلْمٍ يَعْلَمُه فَكَتَمَه، أُلْجِمَ يومَ القيامةِ بلجامٍ مِن نارٍ" (٥).

وكان أبو هريرةَ يقولُ بما حدثنا به نصرُ بنُ عليٍّ الجَهْضَمِيُّ، قال: ثنا حاتمُ بنُ وَرْدانَ، قال: ثنا، أيوبُ السَّخْتيانيُّ، [عن محمدٍ] (٦)، عن أبي هريرةَ، قال: لولا


(١) أخرجه ابن سعد ١/ ٣٦٢، ٣٦٣ من طريق سعيد به نحوه. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ١٦١ إلى عبد بن حميد. وستأتي بقيته في ص ٧٣٦.
(٢) في م: "غنمه"، وفي ت ١: "عثمة". وينظر الإصابة ١/ ٤٠٦.
(٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ١٦٢ إلى المصنف.
(٤) في م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "القول في تأويل قوله تعالى".
(٥) أخرجه أحمد ١٣/ ١٧ (٧٥٧١)، وأبو داود (٣٦٥٨)، والترمذي (٢٦٤٩)، وابن ماجه (٢٦١، ٢٦٤، ٢٦٦) من حديث أبي هريرة وغيره.
(٦) سقط من: م.