للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال ابن عباسٍ: فواللَّهِ لو فعَل لأخَذَته الملائكةُ من مكانِه (١).

حدَّثنا ابن عبدِ الأعلى، قال: ثنا المعتمرُ (٢)، عن أبيه، قال: ثنا نُعَيمُ بنُ أَبي هند، عن أبي حازمٍ، عن أبي هريرةَ، قال: قال أبو جهلٍ: هل يُعَفِّرُ محمدٌ وجهَه بينَ أظهُركم؟ قال: فقيل: نعم. قال: فقال: واللاتِ والعُزَّى لئن رأَيتُه يصلِّى كذلك، لأَطأَنَّ على رقبته، أو (٣) لأُعَفِّرَنَّ وجهَه في التراب. قال: فأتَى رسولُ اللَّهِ وهو يُصلِّى ليطأَ على رقبته. قال: فما فَجِئَهم (٤) منه إلا وهو يَنكِصُ على عَقِبَيْه ويَتَّقِى بيديه. قال: فقيل له: ما لَكَ؟! قال: فقال: إن بيني وبينَه خنْدقًا من نارٍ، وهولًا وأجنحةً. قال: فقال رسولُ اللَّهِ : "لو دنَا لاختطَفَتْه الملائكةُ عُضْوًا عُضْوًا". قال: وأنزل اللَّهِ - لا أدرِى في حديثِ أبي هريرة أم لا -: ﴿كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (٦) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى (٧) إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (٨) أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (٩) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (١٠) أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (١١) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (١٢) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى﴾. يعني أبا جهل ﴿أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (١٤) كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (١٥) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (١٦) فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (٥) (١٧) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ﴾: الملائكة، ﴿كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ﴾ (٦).


(١) تقدم تخريجه في ص ٥٣٤.
(٢) في النسخ: "ابن ثور" والمثبت من مصادر التخريج.
(٣) في م: "و".
(٤) في م: "فجأه". وكلاهما بمعنى. ينظر تاج العروس (ف ج أ).
(٥) بعده في م: "يدعو قومه".
(٦) ذكره ابن كثير في تفسيره ٨/ ٤٦١ عن المصنف، وأخرجه مسلم (٢٧٩٧/ ٢٨)، والنسائي في الكبرى (١١٦٨٣)، وابن أبي حاتم - كما في تفسير ابن كثير - والبغوى في تفسيره ٨/ ٤٧٩ من طريق محمد بن عبد الأعلى به، وأخرجه أحمد ١٤/ ٤٢٥ (٨٨٣١)، ومسلم (٢٧٩٧/ ٢٨)، وابن حبان (٦٥٧١)، وأبو نعيم في الدلائل (١٥٨)، والبيهقى في الدلائل ٢/ ١٩٨، والبغوى في تفسيره ٨/ ٤٧٩ من طريق معتمر بن سليمان به.