للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن الأشعثِ بن عبد الله الأعمى، قال: إذا مات المؤمنُ ذُهب بروحِه إلى أرواحِ المؤمنين، فيقولون: رَوِّحوا أخاكم، فإنه كان في غمِّ الدنيا. قال: ويسألونه ما فعل فلانٌ؟ فيقولُ: مات، أوَ ما جاءكم؟ فيقولون: ذهَبوا به إلى أمِّه الهاويةِ (١).

حدَّثني إسماعيل بن سيفٍ العجليُّ، قال: ثنا عليُّ بنُ مُسْهِرٍ، قال: ثنا إسماعيلُ، عن أبي صالحٍ في قوله: ﴿فَأْمِّهِ هَاوِيَةٌ﴾. قال: يهوُون في النارِ على رءوسِهم (٢).

حدثنا ابن سيفٍ، قال: ثنا محمدُ بنُ سَوَّارٍ، عن سعيد، عن قتادة: ﴿فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ﴾. قال: يهوى في النار على رأسه (٣).

حدثني يونسُ، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ في قوله: ﴿فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ﴾.

قال: الهاوية النارُ، هي أمُّه ومأواه التي يرجعُ إليها ويأوِي إليها.

وقرَأ: ﴿وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ﴾ (٤) [آل عمران: ١٥١].

حدثني محمد بن سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثنى عمي، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابن عباسٍ: ﴿فَأُمَّهُ هَاوِيَةٌ﴾: وهو مثلُها.

وإنما جعَل النارَ أمه؛ لأنها صارت مأواه، كما تُؤوى (٥) المرأة ابنَها، فجعَلها إذ لم يكنْ له مأوًى غيرها له (٦)، بمنزلة أمٍّ له.


(١) ذكره ابن كثير في تفسيره ٨/ ٤٩٠ عن المصنف، وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٣٩٢ عن معمر به.
(٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٣٨٥ إلى المصنف.
(٣) ينظر تفسير ابن كثير ٨/ ٤٨٩.
(٤) ذكره ابن كثير في تفسيره ٨/ ٤٩٠، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٣٨٥ إلى المصنف.
(٥) في ت ١، ت ٢، ت ٣: "تأوي".
(٦) سقط من: م.