للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يا رَبِّ لا أَرْجُو لهم سواكا

يا رَبِّ فَامْنَعْ مِنهُمُ حِماكا

إن عدوَّ البيتِ مَنْ عاداكا

امنعهم أَنْ يُخْرِبوا قُرَاكا

وقال أيضًا:

لا هُمَّ إِنَّ العبد يمـ … نَعُ رَحْلَهُ فامنَعْ حِلالك

لا يَغْلِبَنَّ صَلِيبُهُمْ … ومحالُهم غَدْوًا مِحالَكْ

فلئن فعلت فربما … أَوْلى فأمرٌ ما بدَا لَكْ

ولئن فعلت فإنه … أمرٌ تُتِمُّ به فعالَكْ (١)

وكنتَ إذا أتى باغ بسَلْمٍ … نُرَجِّى أن تكونَ لنا كذلكْ

فولَّوْا لم ينالُوا غيرَ خِزْيٍ … وكان الحَيْنُ يُهلكهم هنالِكْ

ولم أسمع بأرجسَ من رجالٍ … أرادوا العِزَّ فانتَهَكوا حرامَكْ

جَرُّوا جموعَ بلادِهِمْ … والفيلَ كي يَسْبُوا عِيالَكْ

ثم أرسَل عبد المطلبِ حَلْقةَ باب الكعبة، وانطلق هو ومن معه من قريشٍ إلى شَعَفِ الجبال فتحرَّزُوا فيها، ينتظرون ما أبرهةُ فاعلٌ بمكة إذا دخلها، فلما أصبَح أبرهةُ تهيَّأَ لدخول مكةَ، وهيَّأَ فيلَه وعَبَّأ جيشَه، وكان اسمُ الفيلِ محمودًا، وأبرهةُ مُجْمعٌ لهدم البيتِ، ثم الانصراف إلى اليمن، فلما وجَّهوا الفيلَ، أقبَل نُفَيلُ بنُ


(١) بعده في م، ومطبوعة تاريخ المصنف: "وقال أيضا"، وهى ساقطة من نسخ تاريخ المصنف. والأبيات السابقة من مجزوء الكامل والآتية من الوافر، عدا البيت الأخير فهو من مجزوء الكامل كالأبيات الأولى. وقد جاء هذا البيت الأخير في تاريخ المصنف بعد الأربعة الأبيات الأولى.