للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صدره عن قلبهِ، فيما يزعُمون (١).

حدثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا سلمةُ، عن ابن إسحاقَ، عن يعقوب بن عتبةَ بن المغيرة بن الأخنس، أنه حدَّث أن أول ما رُئيتِ الحصبةُ والجُدَرِيُّ بأرض العربِ ذلك العامَ، وأنَّه أولُ ما رُئى بها مُرارُ الشجرِ، الحرملُ والحنظلُ والعُشَرُ، ذلك العام (٢).

حدثنا بشرٌ، قال ثنا يزيد، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الفِيلِ﴾: أقبل أبرهة الأشرم من الحبشة (٣) ومن معه من غزاة (٤) أهل اليمن، إلى بيتِ اللهِ ليهدِمَه؛ من أجل بيعة لهم أصابها العرب بأرض اليمن، فأقبلوا بفيلهم، حتى إذا كانوا بالصِّفَاحِ برَك، فكانوا إذا وجَّهوه إلى بيتِ اللَّهِ أَلقَى بجِرَانِهِ الأرضَ، وإذا وجَّهوه إلى بلدهم انطلق وله هَرْولةٌ، حتى إذا كان بنخلة اليمانية بعث الله عليهم طيرًا بيضًا أبابيل، والأبابيل: الكثيرة، مع كلِّ [طائر منها] (٥) ثلاثة أحجار؛ حجران في رجليه، وحجرٌ في منقاره، فجعلت ترميهم بها حتى جعلهم اللهُ ﷿ كعصفٍ مأكولٍ. قال: فنجَا أبو يَكسُومَ، وهو أبرهةُ، فجعل كلما قدم أرضًا تساقطَ بعضُ لحمِه، حتى أتى قومه، فأخبرهم الخبرَ ثم هلَك.

وقوله: ﴿فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ﴾. يعنى تعالى ذكرُه: فجعَل الله أصحابَ الفيلِ كزرعٍ أكَلَتْه الدواب فراثَتْه، فيَبِس وتفرقت أجزاؤُه. شبَّه تقطُّعَ


(١) سيرة ابن هشام ١/ ٤٥ - ٥٤، وأخرجه المصنف في تاريخه ٢/ ١٣٠ - ١٣٧، وأخرجه البيهقي في الدلائل ١/ ١١٥ - ١٢١ من طريق يونس بن بكير عن ابن إسحاق.
(٢) سيرة ابن هشام ١/ ٥٤، وأخرجه المصنف في تاريخه ٢/ ١٣٩ وذكره ابن كثير في تفسيره ٨/ ٥٠٧، وفى البداية ٣/ ١٤٩ عن ابن إسحاق.
(٣) بعده في م: "يومًا".
(٤) في م: "عداد"، وفي ت ١: "عداة".
(٥) في م: "طير".