للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والطواعينُ تكثُرُ عندَ وقوعِها، وترتفِعُ عندَ طُلُوعِها (١).

ولقائلي هذا القولِ علةٌ مِن أثرٍ عن النبيِّ ، وهو ما حدَّثنا به نصرُ بنُ عليٍّ، قال: ثنا بكَّارُ بنُ عبدِ اللهِ ابن أخى همَّامٍ، قال: ثنا محمدُ بنُ عبدِ العزيزِ بن عمرَ بن عبد الرحمنِ بن عوفٍ، عن أبيه، عن أبي سلمةَ، عن أبي هريرةَ، عن النبيِّ : ﴿وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ﴾. قال: "النجمِ الغاسقِ" (٢).

وقال آخرون: بل الغاسقُ إذا وقَب: القمرُ. ورَوَوْا بذلك عن النبيِّ خبرًا حدَّثنا به أبو كريبٍ، قال: ثنا وكيعٌ، وحدَّثنا ابن سفيانَ، قال: ثنا أبي ويزيدُ بنُ هارونَ به.

وحدَّثنا ابنُ حميدٍ، قال: ثنا مِهْرانُ، عن سفيانَ، عن محمدِ بن عبدِ الرحمنِ بن أبي ذئبٍ، عن خالِه الحارثِ بن عبدِ الرحمنِ، عن أبي سلمةَ بن عبدِ الرحمنِ، عائشةَ، قالت: أخَذ النبيُّ بيدي، ثم نظَر إلى القمرِ، فقال: "يا عائشةُ، تَعَوَّذِي بالله من شرِّ غاسقٍ إذا وقَب، وهذا غاسقٌ إذا وقَب". وهذا لفظُ حديثِ أبي كريبٍ وابن وكيعٍ، وأما ابنُ حميدٍ فإنه قال في حديثِه: قالت: أخَذ النبيُّ بيدى، فقال: "أَتَدْرِين أَيُّ شيءٍ هذا؟ تَعَوَّذِى باللهِ مِن شَرِّ هذا، فإِنَّ هذا الغاسِقُ إذا وقَب" (٣).


(١) أخرجه أبو الشيخ في العظمة (٦٩٨) من طريق آخر عن عبد الرحمن بن زيد به.
(٢) أخرجه أبو الشيخ في العظمة (٦٩٧) من طريق نصر بن علي به، وأخرجه (٦٩٦) من طريق محمد بن عبد العزيز، ولم يذكر أبا سلمة في إسناده، وعزاه السيوطى في الدر المنثور ٦/ ٤١٨ إلى ابن مردويه.
(٣) أخرجه أحمد ٦/ ٢٠٦ (الميمنية)، والبغوى في تفسيره ٨/ ٥٩٥، وفى شرح السنة ٥/ ١٦٧ من طريق وكيع به، وأخرجه أحمد ٦/ ٢٣٧ (الميمنية)، من طريق يزيد به، وأخرجه النسائي في الكبرى (١٠١٣٨) من طريق سفيان به. وأخرجه أحمد ٦/ ٦١، ٢١٥، ٢٥٢ (الميمنية)، والترمذى (٣٣٦٦) والحاكم ٢/ ٥٤٠، وأبو الشيخ في العظمة (٦٨١) من طريق ابن أبي ذئب به.