للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يأمرُ بها.

وقال آخرون: خطواتُ الشيطانِ: طاعتُه.

ذكرُ من قال ذلك

حدثني موسى بنُ هارونَ، قال: ثنا عَمرُو بنُ حمادٍ، قال: ثنا أسباطُ، عن السدِّيِّ: ﴿وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ﴾ يقولُ: طاعتُه (١).

وقال آخرون: خُطواتُ الشيطانِ: النذورُ في المعاصِي.

ذِكرُ مَن قال ذلك

حدثنا ابنُ حميدٍ، قال: ثنا جَرِيرٌ، عن سليمانَ، عن أبي مِجلَزٍ في قولِه: ﴿وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ﴾ قال: هي النذورُ في المعاصِي (٢).

وهذه الأقوالُ التي ذكرناهَا عمَّن ذكرْنَاها عنه في تأويلِ قولِه: ﴿خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ﴾ قريبٌ معنَى بعضِها من بعضٍ؛ لأنّ كلَّ قائلٍ منهم قولًا في ذلك فإنه أشارَ إلى نَهْي اتباعِ الشيطانِ في آثارِه وأعمالِه، غيرَ أن حقيقةَ تأويلِ الكلمةِ هو ما بَيَّنْتُ من أنها بُعْدُ ما بينَ قدَميه، ثم تُستعملُ في جميعِ آثارِه وطُرُقِه على ما قد بَيَّنْتُ. القول في تأويل قولِه جلّ ثناؤه: ﴿إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (١٦٩)﴾.

يعني جلّ ثناؤه بقولِه: ﴿إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ﴾: الشيطانُ، ﴿بِالسُّوءِ﴾. والسوءُ


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٣٧١ (١٩٥٢).
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٢٨١ (١٥٠٧) من طريق جرير به، وأخرجه سعيد بن منصور في سننه (٢٤٢ - تفسير) عن معتمر بن سليمان، عن أبيه به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ١٦٧ إلى عبد بن حميد وأبي الشيخ.