للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العتَمَةِ (١).

حدَّثنا أبو كُريبٍ، قال: حدثنا يونسُ (٢) بنُ بُكيرٍ، قال: حدثنا عبدُ الرحمنِ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عُتبةَ، عن عَمرِو بنِ مُرَّةَ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ أبي ليلَى، عن مُعاذِ بنِ جبلٍ، قال: إن رسولَ اللهِ قدِم المدينةَ فصام يومَ عاشوراءَ وثلاثةَ أيامٍ من كلِّ شهرٍ، ثم أنزَل اللهُ جلَّ وعزَّ فَرضَ شهرِ رمضانَ، فأنزَل اللهُ: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ﴾. حتى بلَغ: ﴿وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ (٣)(٤).

حدّثنا الحسنُ بنُ يحيى، قال: أخبرنا عبدُ الرزَّاقِ، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادةَ، قال: قد كتَب اللهُ تعالى ذكرُه على الناسِ قبلَ أن يُنزِلَ رمضانَ، صومَ ثلاثةِ أيامٍ مِن كلِّ شهرٍ (٥).

وقال آخرون: بلِ الأيامُ الثلاثةُ التى كان رسولُ اللهِ يصومُها قبلَ أن يُفْرَضَ شهرُ رمضانَ، كان تطوُّعًا صوْمُهُنَّ، وإنما عنَى اللهُ جلَّ وعزَّ بقولِه: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ - ﴿أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ﴾


(١) أخرجه ابن أبى حاتم في تفسيره ١/ ٣٠٤ (١٦٢٣) عن محمد بن سعد به، دون قوله: فهذا الصوم الأول من العتمة.
(٢) في م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "بشر".
(٣) في الأصل: "مساكين". وكذا فيما يأتى من مواضع، وهى قراءة نافع وابن عامر. ينظر السبعة لابن مجاهد ص ١٧٦.
(٤) إسناده منقطع؛ ابن أبى ليلى لم يدرك معاذا. وأخرجه أحمد ٥/ ٢٤٦ (الميمنية)، وأبو داود (٥٠٧)، وابن أبى حاتم في تفسيره ١/ ٣٠٤ (١٦٢٢)، والحاكم ٢/ ٢٧٤، والبيهقى ٤/ ٢٠٠ من طريق عبد الرحمن المسعودى به، مطولًا في أحوال الصلاة والصيام، والحديث في مسند الطيالسى (٥٦٧)، وينظر الإرواء ٤/ ٢٠، ٢١، وتقدم طرف منه في ٢/ ٦٢١، وسيأتى في ص ١٦١.
(٥) تقدم في ص ١٥٥.