للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قولَه: ﴿وَلْيُؤْمِنُوا بِي﴾ أى: وَلْيُؤْمِنوا بى أنى أَسْتَجِيبُ لهم.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: حدَّثنى منصورُ بنُ هارونَ، عن أبى رجاءٍ الخُراسانىِّ: ﴿وَلْيُؤْمِنُوا بِي﴾ يقولُ: أنى أَسْتَجِيبُ لهم.

وأمَّا قولُه: ﴿لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ فإنه يعنى: فَلْيَسْتَجِيبوا لى بالطاعةِ، وَلْيُؤْمِنوا بى فَيُصَدِّقوا على طاعتِهم إيَّاى بالثوابِ منِّى لهم؛ ليَهْتَدوا (١) بذلك مِن فعلِهم [ويَرْشُدوا] (٢).

كما حدَّثنى به المُثَنَّى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا عبدُ الرحمنِ بن سعدٍ، قال: ثنا أبو جعفرٍ، عن الربيعِ فى قولِه: ﴿لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ يقول: لعلَّهم يَهْتَدون (٣).

فإن قال لنا قائلٌ: وما معنى هذا القولِ مِن اللهِ، فأنت تَرَى كثيرًا مِن البشرِ يَدْعون اللهَ فلا يُستجابُ لهم دعاءٌ، وقد قال: ﴿أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾؟!

قيل: إن لذلك وجهينِ مِن المعنى؛ أحدُهما: أن يكونَ مَعْنِيًّا بالدعوةِ العملُ بما ندَب اللهُ إليه أو أمَر به، فيكونَ تأويلُ الكلامِ: وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريبٌ ممَّن أطاعنى وعمِل بما أمَرتُه به؛ أُجِيبُه بالثوابِ على طاعتِه إيَّاى إذا أطاعنى. فيكونُ معنى الدعاءِ مسألةَ العبدِ ربَّه ما وعَد أولياءَه على طاعتِهم بعمَلِه (٤) بطاعتِه، ومعنى الإجابةِ


(١) فى م: "وليهتدوا".
(٢) فى م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "فيرشدوا".
(٣) أخرجه ابن أبى حاتم فى تفسيره ١/ ٣١٥ (١٦٧٢) من طريق أبى جعفر به، وعزاه السيوطى فى الدر المنثور ١/ ١٩٧ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
(٤) فى م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "بعملهم".