للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عربٌ، فهم مُخْتَلِفو الألسنِ بالبيانِ، مُتبايِنو المنطِقِ والكلامِ.

وإذْ كان ذلك كذلك، وكان اللَّهُ جل ذكرُه قد أخْبَر عبادَه أنه قد جعَل القرآنَ عربيًّا، وأنه أُنْزِل بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ، ثم كان ظاهرُه (١) مُحْتَمِلًا خُصوصًا وعُمومًا، لم يَكُنْ لنا السبيلُ إلى العلمِ بما عنَى اللَّهُ تعالى ذكرُه مِن خُصوصِه وعمومِه، إلا ببيانِ مَن جُعِل إليه بيانُ القرآنِ، وهو رسولُ اللَّهِ .

فإن كان ذلك كذلك، وكانت الأخبارُ قد تظاهَرت عنه بما حدَّثنا به خَلَّادُ بنُ أسلمَ، قال: حدَّثنا أنسُ بنُ عِياضٍ، عن أبي (٢) حازمٍ، عن أبي سلمةَ، قال: لا أعْلَمُه إلا عن أبي هريرةَ، أن رسولَ اللَّهِ قال: "أُنْزِلَ القُرْآنُ على سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فالمِرَاءُ فِي القُرآنِ كُفْرٌ" ثلاثَ مراتٍ "فما عَرَفْتُم منه فاعْمَلُوا به، وما جَهِلْتُم منه فرُدُّوه إِلى عَالِمِه" (٣).

وحدَّثني عُبَيْدُ بنُ أسْباطَ بنِ محمدٍ، قال: حدَّثنا أبي، عن محمدِ بنِ عمرٍو، عن أبي سلمةَ، عن أبي هريرةَ، قال: قال رسولُ اللَّهِ : "أُنْزِلَ القُرْآنُ على سَبْعَةِ أَحْرُفٍ؛ عَلِيمٌ حَكِيمٌ غَفُورٌ رَحِيمٌ" (٤).

وحدَّثنا أبو كُرَيْبٍ، قال: حدَّثني عَبْدةُ بنُ سليمانَ، عن محمدِ بنِ عمرٍو، عن أبي سَلَمةَ، عن أبي هريرةَ، عن النبيِّ مثلَه (٥).


(١) بعده في ر، ص، ت ١: "هذا القول ظاهرا".
(٢) في ح: "ابن"، وهو سلمة بن دينار، ينظر تهذيب الكمال ١١/ ٢٧٢.
(٣) أخرجه أحمد ١٣/ ٣٦٩ (٧٩٨٩)، والنسائي في الكبرى (٨٠٩٣)، وأبو يعلى (٦٠١٦)، وابن حبان (٧٤)، وغيرهم من طريق أنس بن عياض به.
(٤) أخرجه ابن أبي شيبة ١٠/ ٥١٦، وأحمد ١٤/ ١٢٠، ١٥/ ٤٢٤ (٨٣٩٠، ٩٦٧٨)، وغيرهما من طريق محمد بن عمرو به.
(٥) أخرجه ابن حبان (٧٤٣) من طريق عبدة به. وقوله: "عليم حكيم غفور رحيم". قال ابن حبان: قول محمد بن عمرو أدرجه في الخبر، والخبر إلى "سبعة أحرف" فقط.