كتاب تفسير الطبري جامع البيان - ت التركي

القول في تفسير السورة التي يذكر فيها البقرة - القول في تأويل قوله: ﴿فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك﴾. - ج: 3 - ص: 390

عن حلْقِ رأسِه، فقال: أحرَمْتُ فآذاني القملُ، فبلَغ ذلك النبيَّ ﷺ، فأتانِي وأنا أطبخُ قِدرًا لأصحابي، فحَكَّ بأُصبُعِه رأسِي فانْتَثَرَ منه القملُ، فقال النبيُّ ﷺ: "احْلِقْه، وأطْعِمْ سِتَّةَ مَساكِينَ" (١).

حدَّثنا محمدُ بنُ بشارٍ، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: أخْبَرنا ابنُ جُريجٍ، قال: أخبرني عطاءٌ، أن النبيَّ ﷺ لما (٢) كان بالحديبيةِ عامَ حُبسوا بها، وقَمِل رأسُ رجلٍ منهم (٣) من أصحابِه، يقالُ له: كعبُ بنُ عُجْرةَ. فقال له النبيُّ ﷺ: "أتُؤْذِيكَ هذه الهَوَامُّ؟ ". قال: نعم. قال: "فاحْلِقْ وَاجْزُزْ، ثُمَّ صُمْ ثَلاثَةَ أيَّامٍ، أو أطْعِمْ سِتَّةَ مَساكِينَ؛ مُدَّيْنِ مُدَّيْنِ". قال: قلتُ: أَسَمَّى النبيُّ ﷺ مُدَّين مُدَّينِ؟ قال: نعم. كذلك بلَغنا أن النبيَّ ﷺ سمَّى ذلك لكعبٍ، ولم يسمِّ النسُكَ. قال: وأخبَرني أن النبيَّ ﷺ أخبَر كعبًا بذلك في الحديبيةِ، قبلَ أن يؤذَنَ للنبيِّ ﷺ وأصحابِه بالحلقِ والنحرِ، لا يدرِي عطاءٌ كمْ بينَ الحلْقِ والنَّحرِ.

حدَّثني أحمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ وهبٍ، قال: ثنى عَمِّي عبدُ اللَّهِ بنُ وهبٍ، قال: أخبَرني الليثُ، عن ابنِ مُسافرٍ، عن ابنِ شهابٍ، عن فضالةَ بنِ محمدٍ الأنصاريِّ، أنه أخبَره من (٤) لا يَتَّهمُ من قومِه، أنّ كَعبَ بنَ عُجرةَ أصابَه أذًى في رأسِه، فحلَقَ قبلَ أن يبلُغَ الهديُ مَحِلَّه، فأمَره النبيُّ ﷺ بصيامِ ثلاثةِ أيامٍ (٥).

---

(١) أخرجه الطبراني ١٩/ ١٠٦ (٢١٣) من طريق ابن حميد به، وفيه عمرو بن أبي قيس بدلا من: عنبسة، والنسائي (٢٨٥٢) من طريق عمرو بن أبي قيس، عن الزبير بن عدي به.
(٢) سقط من: م.
(٣) سقط من: م، ت ١، ت ٢، ت ٣.
(٤) في م: "عمن".
(٥) أشار إليه البخاري في التاريخ الكبير ٧/ ١٢٦، وابن أبي حاتم في الجرح ٧/ ٧٧، في ترجمة فضالة بن محمد.