للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثنا أبو كُريبٍ، قال: ثنا هشيمٌ، قال: أخبَرنا ليثٌ، عن عطاءٍ ومجاهدٍ، أنهما قالا: ما كانَ في القرآنِ: "أو كذا، أو كذا". فصاحبُه بالخيارِ، أيَّ ذلك شاءَ فعَلَ.

حدَّثنا عليُّ بنُ سهلٍ، قال: ثنا زيدٌ (١)، عن سفيانَ، عن ليثٍ، عن (٢) مجاهدٍ، عن ابنِ عباسٍ، قال: كلُّ شيءٍ في القرآنِ: "أو، أو". فهو مُخَيَّرٌ فيه، فإن كان: "فمَن، فمَن". فالأولَ فالأولَ (٣).

حدَّثنا محمدُ بنُ المُثَنَّى، قال: ثنا أسباطُ بنُ محمدٍ القرشيُّ، قال: ثنا داودُ، عن عكرمةَ، قال: كلُّ شيءٍ في القرآنِ: "أو، أو". فلْيتخَيَّرْ أيَّ الكفاراتِ شاءَ، فإذا كان: "فمَن لم يجِدْ". فالأولَ فالأولَ (٤).

حدَّثني المُثَنَّى، قال: ثنا أبو النعمانِ عارمٌ، قال: ثنا حمادُ بنُ زيدٍ، عن أيوبَ، قال: نُبِّئْتُ عن عطاءٍ، قال: كلُّ شيء في القرآنِ: "أو، أو". فهو خيارٌ.

والصوابُ من القولِ في ذلك عندَنا ما ثبَتَ به الخبرُ عن رسولِ اللَّهِ ، وتظاهرَتْ به عنه الروايةُ، أنه أَمَر كعبَ بنَ عُجرَةَ بحلْقِ رأسِه من الأذَى الذي كان برأسِه، ويفْتدِي إن شاءَ؛ بنسكٍ شاةٍ، أو صيامِ ثلاثةِ أيامٍ، أو إطعامِ فَرَقٍ من طعامٍ (٥) ستةَ مساكينَ؛ كلَّ مسكينٍ نصفَ صاعٍ. وللمفتدِي الخيارُ بين أيِّ ذلك شاءَ؛ لأنَّ


(١) في م، ت ١: "يزيد".
(٢) في م: "و".
(٣) تفسير سفيان ص ٦١ - ومن طريقه عبد الرزاق في مصنفه (٨١٩٢) - وأخرجه ابن أبي شيبة ص ٤٥ (القسم الأول من الجزء الرابع)، وابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٣٣٩ (١٧٨٦)، والبيهقي ١٠/ ٦٠ من طريق ليث به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٢١٤ إلى ابن المندر وأبي الشيخ.
(٤) أخرجه ابن أبي شيبة ص ٤٥ (القسم الأول من الجزء الرابع) عن أسباط به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٢١٤، ٢/ ٣٣٠ إلى ابن المنذر.
(٥) بعده في م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "بين".