للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الآفاقِ، ولا تصلُحُ لأهلِ مكةَ (١).

حدَّثني موسى بنُ هارونَ، قال: ثنا عَمرٌو، قال: ثنا أسباطُ، عن السديِّ: إنما (٢) هذا لأهلِ الأمصارِ؛ ليكونَ عليهم أيْسرَ من أنْ يَحُجَّ أحدُهم مرةً ويعتمِرَ أخرَى، فيَجْمَعَ حَجَّتَه وعمرتَه في سنةٍ واحدةٍ.

ثم اختلَف أهلُ التأويلِ في من عنَى بقولِه: ﴿لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾. بعد إجماع جميعِهم على أن أهلَ الحرَمِ معنيُّونَ به، وأنه لَا مُتعةَ لهم؛ فقال بعضُهم: عنَى بذلك أهلَ الحرمِ خاصةً دونَ غيرِهم.

ذِكرُ من قال ذلك

حدَّثنا ابنُ بشارٍ، قال: ثنا عبدُ الرحمنِ، قال: ثنا سفيانُ، قال: قال ابنُ عباسٍ ومجاهدٌ: هم (٣) أهلُ الحرَمِ (٤).

حدَّثني المُثَنَّى، قال: ثنا الحِمَّانيُّ، قال: ثنا شَريكٌ، عن عبدِ الكريمِ، عن مجاهدٍ: ﴿ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾. قال: أهلُ الحرَمِ.

حدَّثني المُثَنَّى، قال: ثنا سويدُ بنُ نصرٍ، قال: أخبَرنا ابنُ المباركِ، عن سفيانَ، قال: بلَغنا عن ابنِ عباسٍ في قولِه: ﴿حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾. قال: هم أهلُ الحرمِ والجماعةُ عليه (٥).


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٣٤٤ عقب الأثر (١٨١١) من طريق ابن أبي جعفر به.
(٢) في م: "أن".
(٣) سقط من: م، ت ١، ت ٢، ت ٣.
(٤) ذكره ابن كثير في تفسيره ١/ ٣٤١ عن المصنف، وقول ابن عباس. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٢١٧ إلى المصنف وابن المنذر، وسيأتي تخريج قول مجاهد.
(٥) ذكره ابن كثير في تفسيره ١/ ٣٤١ عن ابن المبارك به.