للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أنسٍ قولَه: ﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ﴾. قال: كان هذا الحيُّ من العربِ لا يُعَرِّجون على كسيرٍ، ولا على ضالَّةٍ، ولا ينتظِرون لحاجةٍ، وكانوا يسمُّونها ليلةَ الصَّدَرِ، ولا يطْلُبون فيها تجارةً، فأحلَّ اللَّهُ ذلك كلَّه أن يُعرِّجوا على حاجتِهم (١)، وأن يَبْتَغُوا (٢) فضلًا مِن ربِّهم (٣).

حدَّثنا أحمدُ بنُ إسحاقَ، قال: ثنا أبو أحمدَ، قال: ثنا مَنْدَلٌ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ المُهاجِرِ، عن أبي صالحٍ مولى عمرَ، قال: قلتُ لعمرَ: يا أميرَ المؤمنين، كنتم تَتَّجِرون في الحَجِّ؟ قال: وهل كانت معايِشُهم إلا في الحَجِّ (٤).

حدَّثنا الحسنُ بنُ يحيى، قال: أخبرَنا عبدُ الرزاقِ، قال: أخبرَنا الثوريُّ، عن العلاءِ بنِ المُسيَّبِ، عن رجلٍ من بني تَيمِ اللَّهِ، قال: جاء رجلٌ إلى عبدِ اللَّهِ بنِ عمرَ، فقال: يا أبا عبدِ الرحمنِ، إنَّا قومٌ نُكْرِي، فيزعُمون أنَّه ليس لنا حَجٌّ! قال: ألسْتم تُحرِمُون كما يُحرِمُون، وتَطوفون كما يَطوفون، وتَرْمون كما يَرْمون؟ قال: بلى. قال: فأنتم (٥) حاجٌّ؛ جاء رجلٌ إلى النبيِّ فسأله عما سألتَ عنه، فنزَلت هذه الآيةُ: ﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ﴾ (٦).


(١) في الأصل: "صاحبهم".
(٢) في م: "يطلبوا".
(٣) ينظر تفسير ابن كثير ١/ ٣٤٩.
(٤) ذكره ابن كثير في تفسيره ١/ ٣٥٠ عن المصنف.
(٥) في م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "أنت".
(٦) أخرجه عبد الرزاق - كما في تفسير ابن كثير ١/ ٣٥٠ - ومن طريقه عبد بن حميد - كما في تفسير ابن كثير - وأحمد ١٠/ ٤٧٤ (٦٤٣٥)، والدارقطني ٢/ ٢٩٢، ٢٩٣، وابن بشران في الأمالي (٤٣٥) من طريق سفيان به. وأخرجه الطيالسي (٢٠٢١)، وسعيد بن منصور في سننه (٣٥٢ - تفسير)، وابن أبي شيبة ص ٤٤٤ (القسم الأول من الجزء الرابع)، وأبو داود (١٧٣٣)، وابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٣٥١ (١٨٤٥)، والدارقطني ٢/ ٢٩٢، والحاكم ١/ ٤٤٩، والبيهقي ٤/ ٣٣٣، وابن خزيمة (٣٠٥١) من طريق العلاء به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٢٢٢ إلى ابن المنذر. وينظر ما تقدم في ص ٥٠٣.