للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثني المثنَّى، قال: ثنا سعيدُ بنُ الحكمِ، قال: أخبرَنا يحيى بنُ أيوبَ، قال: ثنى حُميدٌ، قال: سمِعتُ أنسَ بنَ مالكٍ يقولُ: عاد رسولُ اللَّهِ رجلًا قد صار مثلَ الفَرْخِ المَنْتوفِ، فقال رسولُ اللَّهِ : "هل كنتَ تَدعُو اللَّهَ بشيءٍ، أو تَسألُ اللَّهَ شيئًا؟ ". قال: قلتُ: اللهمَّ ما كنتَ مُعاقِبي به في الآخرةِ فعاقِبْني به في الدنيا. قال: "سبحانَ اللَّهِ! هل يَستطيعُ ذلك أحدٌ أو يُطيقُه، فهَلَّا قُلْتَ: اللهم آتِنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرةِ حسنةً، وقِنا عذابَ النارِ؟ " (١).

وقال آخرون: بل عَنَى اللَّهُ بالحسنةِ في هذا الموضعِ؛ في الدنيا العلمَ والعبادةَ، وفي الآخرةِ الجنةَ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنا عَبّادٌ، عن هشامِ بنِ حسانَ، عن الحسنِ: ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً﴾. قال: الحسنةُ في الدنيا العلمُ والعبادةُ، وفي الآخرةِ الجنةُ (٢).


(١) أخرجه عبد بن حميد (١٣٩٧)، والبخاري في الأدب المفرد (٧٢٨)، وأبو يعلى (٣٧٥٩، ٣٨٠٢، ٣٨٣٧) من طرق عن حميد، عن أنس، وأخرجه ابن المبارك في الزهد (٩٧٣)، وابن أبي شيبة ١٠/ ٢٦١، وأحمد ١٩/ ١٠٥ (١٢٠٤٩)، ومسلم (٢٦٨٨)، والترمذي (٣٤٨٧)، والنسائي في الكبرى (٧٥٠٦)، والطحاوي في شرح المشكل (٢٠٤٨)، وابن حبان (٩٣٦، ٩٤١)، وأبو نعيم في الحلية ٢/ ٣٢٩، والبغوي (١٣٨٣)، وفي التفسير ١/ ١٧٧، والبيهقي في الشعب (١٠١٤٧) من طرق عن حميد، عن ثابت، عن أنس، وأخرجه أحمد ٢١/ ٤٥٤ (١٤٠٦٧)، ومسلم (٢٦٨٨)، والطحاوي في شرح المشكل (٢٠٤٩)، وأبو يعلى (٣٥١١) من طريق حماد، عن ثابت، عن أنس.
(٢) أخرجه ابن أبي شيبة ١٣/ ٥٢٩، وابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٣٥٨، ٣٥٩ (١٨٧٩، ١٨٨٤) من طريق عباد به، وأخرجه الترمذي (٣٤٨٨)، والبيهقي في الشعب (١٨٨٧) من طريق هشام به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٢٣٤ إلى عبد بن حميد والمرهبي في فضل العلم.