للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد دَلَّلتُ في غيرِ هذا الموضعِ على أن المَثَلَ الشَّبَهُ (١)

وبنحوِ الذى قُلْنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذِكْرُ مَن قال ذلك

حُدِّثْتُ عن عمارٍ، قال: ثنا ابنُ أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الربيعِ قولَه: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ﴾. [إلى قولِه: ﴿أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ﴾. قال: يقولُ: أم حسِبتم أن تدخُلوا الجنةَ ولما تُبتَلُوا، يقولُ: ﴿وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ﴾. يقولُ: سُننُ الذين من قبلِكم، ﴿مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا﴾] (٢).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: حدثني حجاجٌ، عن عبدِ الملكِ بنِ جُرَيجٍ، قال قولَه: ﴿حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ﴾. قال: هو خيرُهم وأعلمُهم باللهِ.

وفي قولِه: ﴿حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ﴾ وجهان مِن القراءةِ؛ الرفعُ، والنصبُ (٣). فمَن رفَع يقولُ، فإنه لمّا كان يَحْسُنُ في موضعِه "فعَل" (٤) بطَل (٥) عملُ "حتى" فيها، لأن "حتى" غيرُ عاملةٍ في "فعل"، وإنما تَعْملُ في "يفعل"، وإذا تَقدَّمها "فعل"، وكان الذي بعدَها "يفعل"، وهو مما قد فُعِلَ وفُرِغَ منه، وكان ما قبلَها مِن الفعلِ غيرَ مُتطاولٍ، فالفصيحُ مِن كلامِ العربِ حينئذٍ الرفعُ في "يفعل"، وإبطالُ


(١) ينظر ما تقدم في ١/ ٤٢٨ وما بعدها.
(٢) سقط من: م، ت ١، ت ٢، ت ٣.
والأثر أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٣٧٩ (١٩٩٨) من طريق ابن أبي جعفر به.
(٣) بالرفع قرأ نافع وحده، وقرأ الباقون بالنصب. ينظر السبعة لابن مجاهد ص ١٨١.
(٤) أى: صيغة الماضي.
(٥) في م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "أبطل".