للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إليها، وصفْحُه عن الواجبِ له عليها أو عن بعضِه.

ذِكر من قال ذلك

حدَّثنا ابنُ وكيعٍ، قال: ثنا أبي، عن بَشيرِ (١) بنِ سلمانَ، عن عكرمةَ، عن ابنِ عباسٍ، قال: ما أُحِبُّ أن أسْتَنظِفَ (٢) جميعَ حقِّى عليها؛ لأن اللهَ يقولُ: ﴿وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ﴾ (٣).

[وقال آخرون: بل تلك الدرجةُ التي له عليها أن جعَلَ له لِحْيَةً وحرَمها ذلك.

ذِكر من قال ذلك

حدَّثني موسى بنُ عبدِ الرحمنِ المَسْروقيُّ، قال: ثنا عُبيدُ بن الصبَّاحِ، قال: ثنا حُميدٌ، قال: ﴿وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ﴾. قال: لِحَيَةٌ (٤)] (٥).

وأولى هذه الأقوالِ بتأويلِ الآيةِ ما قاله ابنُ عباسٍ، وهو أن الدرجةَ التي ذكَرَ اللهُ جلَّ ثناؤُه في هذا الموضعِ الصفحُ من الرجلِ لامرأتِه عن بعضِ الواجبِ له عليها، وإغضاؤُه لها عنه، وأداءُ كلِّ الواجبِ لها عليه، وذلك أن اللهَ جلَّ ثناؤُه قال: ﴿وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ﴾ عَقيبَ قولِه: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾. فأخبَر أن على الرجلِ من تركِ ضِرارِها في مراجَعتِه إيَّاهَا في أقرائِها الثلاثةِ وفي غيرِ ذلك من


(١) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "بشر".
(٢) استنظف: استوفى. التاج (ن ظ ف).
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٤١٧ (٢١٩٨) من طريق وكيع، به.
(٤) المحرر الوجيز ٢/ ٩٨ عن حميد، وقال: وهذا إن صح عنه ضعيف لا يقتضيه لفظ الآية ولا معناها.
(٥) سقط من: الأصل.