للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في قوله: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ﴾. قال: خرَجوا فِرارًا من الطاعون، فأماتهم الله (١) قبل آجالهم، ثم أحياهم إلى آجالهم.

حدَّثنا الحسنُ بنُ يحيى، قال: أخبرنا عبدُ الرزاقِ، قال: أخبرنا مَعْمَرٌ، عن الحسن في قوله: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ﴾. قال: فرُّوا من الطاعون، فقال لهم الله: موتوا. ثم أحياهم ليُكملوا بقيَّة أجالهم (٢).

حدَّثني محمدُ بنُ عَمرٍو، قال: حدَّثنا أبو عاصمٍ، عن عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن عَمرِو بن دينارٍ في قولِ اللهِ تعالى ذكرُه: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ﴾. قال: وقَع الطاعونُ في قريتهم، فخرج أُناسٌ وبقى أناسٌ، فهلك الذين بَقُوا في القرية، وبقى الآخرون، ثم وقَع الطاعونُ في قريتهم الثانيةَ، فخرَج أناسٌ وبقى أناسٌ، ومَن خرج أكثرُ ممَّن بقي، فنجَّى الله الذين خرَجوا وهلك الذين بَقُوا، فلمَّا كانت الثالثةُ خرَجوا بأجمعهم إلا قليلًا، فأماتهم الله ودوابَّهم، ثم أحْياهم، فرجعوا إلى بلادهم [وقد توالدت ذُريتُهم ومن تركوا] (٣)، وكثُروا (٤) بها، حتى يقول بعضُهم لبعضٍ: من أنتم (٥)؟


(١) زيادة من: ت ٢.
(٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٣١١ إلى المصنف وعبد الرزاق وعبد بن حميد، وهو في تفسير عبد الرزاق ١/ ٩٧ عن معمر، عن قتادة.
(٣) سقط من: م، وفى ص، ت ١، ت ٢، ت ٣: "وقدر … قريتهم ومن تركوا" هكذا، والمثبت من تفسير مجاهد.
(٤) في ت ١، ت ٢: "كبروا".
(٥) تفسير مجاهد ص ٢٤٠.