للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما قوله: ﴿فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً﴾. فإنه عِدَةٌ مِن الله تعالى ذكرُه مُقْرِضَه ومُنْفِقَ ماله في سبيل الله من إضعاف الجزاء له على قَرْضِه ونَفَقَتِه ما لا حدَّ له ولا نهاية.

كما حدَّثني موسى بنُ هارون، قال: ثنا عمرٌو، قال: ثنا أسباطُ، عن السدِّيِّ: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً﴾. قال: هذا التَّضْعِيفُ لا يَعْلَمُ أحدٌ ما هو (١).

وقد حدَّثني المثنى، قال: حدَّثنا سُويدُ بنُ نصرٍ، قال: أخبرَنا ابن المباركِ، عن ابن عُيَيْنةً، عن صاحبٍ له يَذْكُرُ عن بعضِ العلماء، قال: إن الله أعطاكم الدنيا قرضًا، وسألَكُمُوها قرضًا، فإن أعطَيْتُمُوها طيِّبةً بها أنفُسُكم، ضاعَف لكم ما بينَ الحسنةِ إلى العَشْرِ إلى السبعِمائة، إلى أكثرَ من ذلك، وإن أخَذها منكم وأنتم كارهون، فصبرتُم وأحسنتم، كانت لكم الصلاةُ والرحمةُ، وأوجَب لكم الهُدَى (٢).

وقد اختلَفت القرأةُ في قراءة قوله: (فَيُضَاعِفُهُ). بالألف ورفعه (٣)، بمعنى: الذي يُقْرِضُ الله قرضًا حَسَنًا فيُضَاعِفُه (٤) له. [نَسَقًا بـ "يُضاعِفُ"] (٥) على قوله: "يُقْرِضُ".


= ٢٢/ ٣٠١ (٧٦٤)، والبيهقى في شعب الإيمان ٣/ ٢٤٩، ٢٥٠ (٣٤٥٢) من طريق خلف بن خليفة به، وأخرجه ابن منده - كما في الإصابة ٧/ ١٢٠ - من طريق عبد الله بن الحارث به. وأصله في مسلم (٩٦٥) من حديث جابر بن سمرة.
(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٤٦٢ (٢٤٣٦) من طريق عمرو به.
(٢) الزهد لابن المبارك (٦٤٢).
(٣) هي قراءة نافع وأبى عمرو وحمزة والكسائي، ينظر حجة القراءات ص ١٣٩.
(٤) في ص، ت ١: "يضاعفه".
(٥) في م: "نسق يتضاعف".