للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بشرٍ، عن سعيدِ بن جُبيرٍ، قال: الطاغوتُ الكاهنُ (١).

حدَّثنا ابن المثنَّى، قال: ثنا عبدُ الوهابِ، قال: ثنا داودُ، عن رُفَيعٍ، قال: الطاغوتُ الكاهنُ (٢).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حَجّاجٌ، عن ابن جُريجٍ: ﴿فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ﴾ قال: كُهَانٌ تَنَزَّلُ عليها شياطينُ، يُلْقُون على ألسنتِهم وقلوبِهم، أخبرَني أبو الزبيرِ، عن جابرِ بن عبدِ اللَّهِ أنه سمِعه يقولُ - وسُئِل عن الطواغيتِ التي كانوا يَتحاكَمُون إليها - فقال: كان في جُهينةَ واحدٌ، وفي أَسلمَ واحدٌ، وفى كلِّ حَيٍّ واحدٌ، وهى كُهَانٌ يَنزِلُ عليها الشيطانُ (٣).

والصوابُ من القولِ عندي في الطاغوتِ أنه كلُّ ذي طُغْيانٍ طغى على اللَّهِ فعُبِد مِن دونِه، إمَّا بقَهْرٍ منه لمن عبَده، وإما بطاعةٍ ممن عبَده له؛ إنسانًا كان ذلك المعبودُ، أو شيطانًا، أو وثنًا، أو صَنَمًا، أو كائنًا ما كان من شيءٍ.

وأَرى أن أصلَ الطاغوتِ: الطَّغَوُوتُ، من قولِ القائلِ: طغَا فلانٌ يَطْغُو. إذا عدَا قَدْرَه، فتجاوَز حدَّه، كالجَبَروتِ من التَّجَبُّرِ، [والخَلَبُوتِ من الخَلْبِ] (٤)، ونحوِ ذلك من الأسماءِ التي تأتِى على تقديرِ "فَعَلُوت" بزيادةِ الواوِ والتاءِ، ثم نُقِلَتْ


(١) ذكره الطوسي في التبيان ٢/ ٣١٢ وابن عطية في المحرر الوجيز ٢/ ١٩٨، وابن الجوزي في زاد المسير ١/ ٣٠٦.
(٢) ذكره ابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ٩٧٦ عقب الأثر (٥٤٥٣) معلقًا.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم - كما في التغليق ٤/ ١٩٥، ١٩٦ - من طريق وهب بن منبه، عن جابر، وأخرج ابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ٩٧٦ (٥٤٥٢) شطره الأول من طريق حجاج به.
(٤) في ص، م: "والحلبوت من الحلب". وخلبه يخلبه خَلْبًا: خدعه. وهو خَلَبُوتٌ: أي خدّاع. القاموس المحيط (خ ل ب).