للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثنى موسىَ، قال: ثنا عمرُو بنُ حمادٍ، قال: ثنا أسباطُ، عن السُّديِّ: ﴿الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ﴾ [يومَ القيامةِ] (١) ﴿إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ﴾. يعْنى: مِن (٢) الجنونِ (٣).

حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قولِه: ﴿الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ﴾. قال: هذا مَثلُهم يومَ القيامةِ، لا يقُومُون يومَ القيامةِ مع الناسِ، إلَّا كما يَقومُ الذي يُخْنقُ مع الناسِ، يقومُ (٤) يومَ القيامةِ كأنه خُنِقَ، كأنه مَجنونٌ.

ومعْنى قولِه: ﴿يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ﴾: يَتَخَبَّلُه مِن مَسَّهِ إِيَّاه. يقالُ منه: قد مُسَّ الرجلُ [وأُلِيسَ] (٥) وأُلِقَ، فهو مَمسوسٌ [ومألُوسٌ] (٦) ومَأْلُوقٌ. كلُّ ذلك إذا ألمَّ به اللَّمَمُ فجُنَّ. ومنه قولُ اللهِ ﷿: ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا﴾ [الأعراف:٢٠١]، ومنه قولُ الأعشَى (٧):

وتُصْبحُ عن (٨) غِبِّ السُّرَى وكأنما … ألَمَّ بها مِن طائفِ الجنِّ أَوْلَقُ

فإن قال لنا قائلٌ: أفرأيتَ مَن عَمِلَ ما نهَى اللهُ عنه مِن الرِّبا في تجارته ولم يأكُلْه، أيَستحِقُّ هذا الوعيدَ مِن اللهِ؟


(١) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣.
(٢) سقط من: الأصل.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٥٤٤ عقب الأثر (٢٨٨٩) من طريق عمرو به.
(٤) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣.
(٥) سقط من: م.
(٦) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣.
(٧) ديوانه ص ٢٢١.
(٨) في الديوان: "من".