للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال رجلٌ عندَ شُريحٍ: إنه مُعسِرٌ، واللهُ يقولُ في كتابِه: ﴿وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ﴾. قال: فقال شُريحٌ: إنما ذلك في الرِّبا، وإن الله قال في كتابِه: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ﴾ [النساء: ٥٨]. ولَا يَأْمُرُنا اللهُ بشيءٍ ثم يُعذِّبُنا عليه (١).

وحدَّثنى يعقوبُ، قال: ثنا هُشيمٌ، قال: أخبَرنا مُغيرةُ، عن إبراهيمَ في قولِه: ﴿وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ﴾. قال: ذلك في الرِّبا (٢).

وحدَّثنى يعقوبُ، قال: ثنا هُشيمٌ، قال: أخبَرنا مُغيرةُ، عن الحسنِ (٣)، أنّ الربيعَ بنَ خُثَيْمٍ (٤) كان له على رجلٍ حقٌّ، فكان يأتِيه، فيقومُ على بابِه، ويقولُ: أَثَمَّ (٥) فلانٌ؟ إنْ كنتَ مُوسرًا فأَدِّ، وإِنْ كنتَ مُعسِرًا فإلى مَيسرَةٍ (٦).

وحدَّثنى يعقوبُ، قال: ثنا ابن عُلَيَّةَ، عن أيوبَ، عن محمدٍ، قال: جاء رجلٌ إلى شُرَيْحٍ، فكلَّمه، فجعَل يقولُ: إنه مُعْسِرٌ (٧)، قال: فظَننتُ أنه يُكَلِّمُه في محبوسٍ، فقال شُرَيْحٌ: إن الرِّبا كان في هذا الحيِّ من الأنصارِ، فَأَنْزَلَ اللهُ ﷿: ﴿وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ﴾. وقال اللهُ: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا


(١) أخرجه سعيد بن منصور في سننه (٤٥٣ - تفسير) من طريق هشيم عن هشام وعن يونس معًا، دون قوله بعد الآية.
(٢) أخرجه سعيد بن منصور في سننه (٤٥٢ - تفسير) عن هشيم به.
(٣) كذا في الأصل، م، وفي ص، ت ٢، س: "الحسي"، وفي ت ١: "الخشني"، ورجح الشيخ شاكر أنها الشعبي، وذكر محقق تفسير سعيد بن منصور أن رسمها عنده: الحجبى، واستشكلها ثم قال: ولم أجد الحديث عند غيرهما حتى أتمكن من حل هذا الإشكال.
(٤) في الأصل: "جبير"، وفى م، ت ١، ت ٢، س: "خيثم".
(٥) في م: "أي".
(٦) أخرجه سعيد بن منصور في سننه (٤٥٢ - تفسير) عن هشيم به، وفيه الإشكال المتقدم في الراوى عن الربيع.
(٧) بعده في ص، م، ت ١، س: "إنه معسر".