للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[فكنتَ (١) امرأً أفْضَتْ إليك رِبابَتي] (٢) … وقبلَك ربَّتْني - فضِعْتُ - رُبوبُ (٣)

يعني بقولِه: أفْضَت إليك. أي وصلَت (٤) إليك رِبابَتي، فصِرْتَ أنت الذي تَرْبُّ أمري فتُصْلِحُه، لمَّا خرجْتُ مِن رِبابةِ غيرِك مِن الملوكِ (٥) كانوا قبلَك عليَّ، فضيَّعوا أمري وترَكوا تَفَقُّدَه. وهم الرُّبوبُ، واحدُهم ربٌّ، والمالكُ للشيءِ يُدْعَى ربَّه.

وقد يَتَصَرَّفُ أيضًا معنى الربِّ في وجوهٍ غيرِ ذلك، غيرَ أنها تَعودُ إلى بعضِ هذه الوجوهِ الثلاثةِ.

فربُّنا جل ثناؤُه السيدُ الذي لا شِبْهَ (٦) له، ولا مِثْلَ في مثلِ (٧) سُؤْدُدِه، والمُصْلِحُ أمرَ خلقِه بما أسْبَغ عليهم مِن نعمِه، والمالكُ الذي له الخلقُ والأمرُ.

و [بنحوِ الذي] (٨) قلْنا في تأويلِ قولِه جل ثناؤُه: ﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾. جاءت الروايةُ عن ابنِ عباسٍ.

حدَّثنا أبو كُرَيْبٍ، قال: حدَّثنا عثمانُ بنُ سعيدٍ، قال: حدثنا بشرُ بنُ عُمارةَ، قال: حدَّثنا أبو رَوْقٍ، عن الضَّحّاكِ، عن ابنِ عباسٍ، قال: قال جبريلُ لمحمدٍ: يا محمدُ قل: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾. قال ابنُ عباسٍ: يقولُ: قل: الحمدُ


= الخامس)، واللسان (ر ب ب).
(١) في ر: "فكنتُ". بضم التاء، وكذا في اللسان، والضبط موافق لضبط الجمهرة والمخصص.
(٢) في الديوان:
* وأنت امرؤ أفضت إليك أمانتي *
(٣) في الجمهرة، واللسان: ويروى: رَبوب. قال في اللسان: وعندى أنه اسم للجمع.
(٤) في م: "أوصلت".
(٥) بعده في م: "الذين".
(٦) في ص: "شبيه".
(٧) سقط من: ر، م، ت ٢.
(٨) في ر، ت ٢: "بالذي".