للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نَجيحٍ، عن مجاهدٍ في قولِه: ﴿قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ﴾. قال: في محمدٍ وأصحابِه ومُشْرِكى قريشٍ يومَ بدرٍ (١).

حدَّثني المثنى، قال: ثنا أبو حُذيفةَ، قال: ثنا شِبْلٌ، عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مُجاهِدٍ مثلَه.

حدَّثنا الحسنُ بنُ يحيَى، قال: أخْبَرَنا عبدُ الرزَّاقِ، قال: أخْبَرَنا الثَّورِيُّ، عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مُجاهِدٍ في قولِه: ﴿قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾. قال: ذلك يومُ بدرٍ، الْتَقَى المسلمون والكفارُ (٢).

ورُفِعَت: ﴿فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾. وقد قيل قبلَ (٣) ذلك: ﴿فِي فِئَتَيْنِ﴾. بمعنى: إحداهما تقاتلُ في سبيلِ اللهِ. على الابتداءِ، كما قال الشاعر (٤):

فكنتُ كذِى رِجْلَين رِجْلٌ صَحيحةٌ … ورِجُلٌ رَمَى فيها الزَّمانُ فشَلَّتِ

وكما قال ابن مُفَرِّغٍ (٥):

فكنتُ كذِى رِجْلَيْن رِجْلٌ صَحيحةٌ … ورِجْلٌ بها رَيْبٌ مِن الحَدَثانِ

فأمَّا التي صحَّتْ فأزْدُ شَنُوءةٍ … وأمَّا التي شَلَّتْ فأَزْدُ عُمَانِ

وكذلك تَفْعَلُ العربُ في كلِّ مُكَرَّرٍ على نظيرٍ له قد تقَدَّمه، إذا كان مع المُكَرَّرِ


(١) تفسير مجاهد ص ٢٤٩.
(٢) تفسير عبد الرزاق ١/ ١١٧، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٦٠٥ (٣٢٣٩) عن الحسن بن يحيى به.
(٣) سقط من: ص، ت ١، ت ٢، س.
(٤) هو كثير عزة، والبيت في ديوانه (مجموع) ص ٩٩.
(٥) البيتان للنجاشى الحارثى في الوحشيات ص ١١٣، والنوادر ص ١٠، والخزانة ٢/ ٣٨٦.