للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فوَهَبَتْه للهِ مُحررًا، لا يَعْمَلُ في الدنيا (١).

حدَّثني المُثنى، قال: ثنا إسحاقُ، قال: ثنا ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الربيع، قال: كانت امرأةُ عِمرانَ حَرَّرتْ لله ما في بطنها. قال: وكانوا إنما يُحَرِّرون الذُّكور، فكان المحرَّرُ إذا حُرِّر جُعِلَ في الكنيسة لا يَبْرَحُها، يقومُ عليها ويَكْنُسُها (٢).

حُدِّثْتُ عن الحُسين بن الفَرَجِ، قال: سمِعتُ أبا معاذٍ، قال: أخبَرنا عُبَيدٌ، قال: سَمِعتُ الضحاكَ في قولِه: ﴿رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا﴾. قال: جَعَلتْ ولدَها لله وللذين يَدْرُسون الكتابَ ويَتَعلَّمونه (٣).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن القاسم بن أبي بَزَّةَ، أنه أخبره عن عِكرمةَ، وأبي بكرٍ، عن عكرمة، أن امرأةَ عِمرانَ كانت عجوزًا عاقرًا تُسَمَّى حَنَّةً، وكانت لا تَلِدُ، فَجَعَلتْ تَغْبِطُ النِّساءَ لأولادهن، فقالت: اللهمَّ إنَّ عليَّ نذرًا شُكْرًا، إن رَزَقْتَنى ولدًا أن أَتَصَدَّقَ به على بيتِ المَقْدسِ، فيكونَ مِن سَدَنَتِه وخُدَّامِه. قال: وقولُه: ﴿نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا﴾: إنها لَلحُرَّةُ ابنةُ الحرائر ﴿مُحَرَّرًا﴾ للكنيسة يَخْدِمُها (٤).

حدَّثني محمدُ بنُ سِنانٍ، قال: ثنا أبو بكر الحنفيُّ، عن عَبَّادِ بن منصورٍ، عن الحسن في قوله: ﴿إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ﴾ الآية كلّها. قال: نَذَرتْ ما في بطنها، ثم سَيَّبَتْها.


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٦٣٦ عقب الأثر (٣٤٢٢) من طريق عمرو به.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٦٣٦ عقب الأثر (٣٤٢٣) من طريق ابن أبي جعفر.
(٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ١٩ إلى ابن المنذر.
(٤) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ١٩ إلى المصنف وابن المنذر مطولًا.