للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

﴿وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ﴾ (١).

حدَّثني المُثنى، قال: ثنا إسحاقُ، قال: ثنا ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الربيع، قال: كانت امرأةُ عِمرانَ حَرَّرتْ للهِ ما في بطنِها، وكانت على رجاءِ أَن يَهَبَ لها غُلامًا؛ لأن المرأة لا تَسْتطيعُ ذلك - يعنى القيام على الكنيسة لا تَبْرَحُها وتَكْنُسُها - لما يُصِيبُها مِن الأذى (٢).

حدَّثني موسى، قال: ثنا عمرٌو، قال: ثنا أسباطُ، عن السديِّ، أن امرأةَ عِمرانَ ظَنَّتْ أن ما في بطنِها غلامٌ، فوهَبَتْه للهِ، فلمَّا وَضَعَتْ إذا هي جاريةٌ، فقالت تَعْتَذِرُ إلى الله: ﴿رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى﴾ - ﴿وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى﴾ تقولُ: إنما يُحرَّرُ الغِلمانُ. يقولُ الله: ﴿وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ﴾. فقالت (٣): ﴿إِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ﴾ (٤).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، عن ابن جُريجٍ، عن القاسم بن أبي بَزَّةً، أنه أخبَره عن عِكرمةً، وأبي بكرٍ، عن عكرمة: ﴿فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى﴾ يعنى: في المَحيضِ، ولا يَنْبغِى لامرأةٍ أن تكونَ مع الرجالِ. أُمُّها تقولُ ذلك (٥).


(١) تقدم تخريجه في ص ٣٣٤.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٦٣٧ (٣٤٢٧) من طريق ابن أبي جعفر به مختصرا.
(٣) في ص: "فقال".
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٦٣٧ (٣٤٢٥) من طريق عمرو به، مختصرا. بلفظ: فلما وضعت إذا هي جارية، فقالت تعتذر إلى الله: ﴿رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى﴾.
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٦٣٧ (٣٤٢٨) من طريق ابن جريج به نحوه مطولًا، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ١٩ إلى ابن المنذر.