للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الْكَاذِبِينَ﴾ (١).

حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثني عمى، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾. وذلك أن رَهْطًا مِن أهلِ نَجْرانَ، قَدِموا على محمدٍ ، وكان فيهمُ السيدُ والعاقِبُ، فقالوا لمحمدٍ: ما شأنُكَ تَذْكُرُ صاحبَنا؟ فقال: "مَن هو؟ ". قالوا: عيسى، تَزْعُمُ أنه عبدُ اللهِ. فقال محمدٌ: "أجل، إنه عبدُ اللهِ". قالوا له: فهل رأيْتَ مَثَلَ عيسى، أو أُنْبِئْتَ به؟ ثم خرَجُوا مِن عندِه، فجاءه جبريلُ بأمرِ ربِّنا السميعِ العليمِ، فقال: قلْ لهم إذا أتَوْك: ﴿إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ﴾ إلى آخرِ الآيةِ (٢).

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾: ذُكر لنا أن سيِّدَى أهلِ نَجْرانَ وأُسْقُفَّيهم السيدَ والعاقبَ، لقِيا نبيَّ اللهِ فسأَلاه عن عيسى؟ فقالا: كل آدميٍّ له أبٌ، فما شأنُ عيسى لا أبَ له؟ فأنْزَل اللهُ ﷿ فيه هذه الآيةَ: ﴿إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ (٣).

حدَّثنا محمدُ بنُ الحسينِ، قال: ثنا أحمدُ بنُ المُفَضَّلِ، قال: ثنا أَسْبَاطُ، عن


(١) أخرجه ابن أبي شيبة ١٢/ ٩٨، ١٤/ ٥٤٩ من طريق جرير به مختصرًا، وأخرجه سعيد بن منصور في سننه (٥٠٠ - تفسير)، وابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٦٦٧ (٣٦١٦) من طريق مغيرة به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٣٩ إلى عبد بن حميد وأبي نعيم.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٦٦٥ (٣٦٠٦) عن محمد بن سعد به.
(٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٣٧ إلى المصنف.