للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يعني بذلك جلّ ثناؤُه: الذي أنْبَأْتُك به مِن خبرِ عيسى، وأَنَّ مَثَلَه كَمَثَلِ آدمَ خلقه من ترابٍ، ثم قال له ربُّه: ﴿كُن﴾. هو ﴿الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ﴾ يقولُ: هو الخبرُ الذي هو مِن عندِ ربِّك، ﴿فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ﴾ يعنى: فلا تَكُنْ مِن الشاكِّين في أن ذلك كذلك.

كما حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ﴾ يعنى: فلا تكنْ في شكٍّ مِن عيسى أنه كمثَلِ آدمَ عبدُ اللهِ ورسولُه، وكلمةُ اللهِ ورُوحُه (١).

حدَّثني المثنى، قال: ثنا إسحاقُ، قال: ثنا عبدُ اللهِ بنُ أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الربيعِ قولَه: ﴿الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ﴾. يقولُ: فلا تكنْ في شكٍّ مما قصَصْنا عليك أن عيسى عبدُ اللهِ ورسولُه، وكلمةٌ منه ورُوحٌ، وأن مَثَلَه عندَ اللهِ كمَثَلِ آدمَ خلَقه مِن ترابٍ، ثم قال له: ﴿كُنْ﴾ فيكونُ.

حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا سلمةُ، عن ابن إسحاقَ، عن محمدِ بن جعفرِ بن الزبيرِ: ﴿الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ﴾: ما جاءَك مِن الخبرِ عن عيسى. ﴿فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ﴾، أي: قد جاءَك الحقُّ مِن ربِّك فلا تَمْتَرِ فيه (٢).

حدَّثني يونُسُ، قال: أَخْبَرَنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قولِه: ﴿فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ﴾. قال: والمُمْتَرُون الشاكُّون.

والمِرْيةُ والشكُّ والرَّيْبُ واحدٌ سواءٌ، كهيئة ما تقولُ: أعْطِنى، وناوِلْني،


(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٣٨ إلى المصنف.
(٢) سيرة ابن هشام ١٠/ ٥٨٢ وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٦٦٦ (٣٦١٠، ٣٦١٢) من طريق عبد الله بن إدريس وسلمة، عن ابن إسحاق قوله.