للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أن يُصَدِّقوكم، ويَعْلَموا أنكم قد رأيتم فيهم ما تَكْرَهون، وهو أجدرُ أن يَرْجِعوا عن دينِهم (١).

حدَّثني المُثَنَّى، قال: ثنا مُعَلَّى بنُ أسدٍ، قال: ثنا خالدٌ، عن حُصينٍ، عن أبي مالكٍ في قولِه: ﴿آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾. قال: قالت اليهودُ: آمِنوا معَهم أولَ النهارِ، واكْفُروا آخرَه لعلهم يَرْجِعون معَكم (٢).

حدَّثنا محمدُ بنُ الحسينِ، قال: ثنا أحمدُ بنُ المُفَضَّلِ، قال: ثنا أسْباطُ، عن السُّديِّ: ﴿وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾: كان أخبارُ قُرَى عربيَّةَ (٣) اثْنَيْ عَشَرَ حبرًا، فقالوا لبعضِهم: ادْخُلوا في دينِ محمدٍ أولَ النهارِ وقولوا: نَشْهَدُ أن محمدًا حقٌّ صادقٌ. فإذا كان آخرُ النهارِ فاكْفُروا وقولوا: إنا رجَعْنا إلى علمائِنا وأخْبارِنا فسأَلْناهم، فحدَّثونا أن محمدًا كاذبٌ، وأنكم لستم على شيءٍ، وقد رجَعْنا إلى دينِنا فهو أعجبُ إلينا مِن دينِكم. لعلهم يَشُكُّون؛ يقولون: هؤلاء كانوا معَنا أولَ النهارِ، فما بالُهم؟ فأخْبَر اللهُ ﷿ رسولَه بذلك (٤).

حُدِّثْتُ عن عمارٍ، قال: ثنا ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن حُصينٍ، عن أبي مالكٍ الغِفاريِّ، قال: قالت اليهودُ بعضُهم لبعضٍ: أسْلِموا أولَ النهارِ وارْتَدُّوا آخرَه


(١) تفسير عبد الرزاق ١/ ١٢٣، بأطول منه، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٦٧٩ (٣٦٨٢) عن الحسن به ببعضه.
(٢) أخرجه سعيد بن منصور في سننه (٥٠٢ - تفسير) عن خالد به، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٦٧٩ (٣٦٨١) من طريق السندى، عن أبي مالك نحوه.
(٣) قرى عربية: قرى بالحجاز معروفة. معجم ما استعجم ٣/ ٩٢٩، ٩٣٠.
(٤) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٤٢، ٤٣ إلى المصنف. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (تحقيق حكمت بشير ياسين) ٢/ ٣٣٧ (٧٦٤) من طريق أحمد بن المفضل به. قال: كان أحبار قرى عربية اثنى عشر حبرًا.