للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جَلُولاءَ (١) يومَ فُتِحَت مدائنٌ كسرى في قتالِ سعدِ بن أبي وَقَّاصٍ، فدَعا بها عمرُ بنُ الخطابِ، فقال: إن الله يقولُ: ﴿لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾. فَأَعْتَقَها عمرُ. وهى مِثْلُ قولِ اللهِ ﷿: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا﴾ [الإنسان ٨]. ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾ (٢) [الحشر: ٩].

حدَّثني المُثَنَّى، قال: ثنا أبو حُذَيْفَةَ، قال: ثنا شِبْلٌ، عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ مثلَه سواءً.

حدثنا ابن بَشَّارٍ، قال: ثنا ابن أبى عديٍّ، عن حُمَيدٍ، عن أنسِ بن مالكٍ، قال: لمَّا نزَلت هذه الآيةُ: ﴿لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾. أو هذه الآيةُ: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا﴾ [البقرة: ٢٤٥/ الحديد: ١١]. قال أبو طلحة: يا رسولَ اللهِ، حائِطى الذي بكذا وكذا صدقةً، ولو استطعتُ أن أجعَلَه سِرًّا لم أجعَلْه علانيةً، فقال رسولُ اللهِ : "اجْعَلْها في فُقراءِ أهلِكَ" (٣).

حدَّثني المثنى، قال: ثنا الحجاجُ بنُ المِنْهالِ، قال: ثنا حَمَّادٌ، عن ثابتٍ، عن أنسٍ بن مالكٍ، قال: لما نزَلت هذه الآيةُ: ﴿لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾. قال أبو طلحةَ: يا رسولَ اللهِ، إن الله يسألُنا من أموالِنا، اشْهَدْ أَنِّي قد


(١) أي من سبى جلولاء. وجلولاء اسم للوقعة التي كانت بين المسلمين والفرس في صفر من سنة ست عشرة، وفيها انتصر المسلمون بعد قتال لم يسمع بمثله، وقتل من الفرس يومئذ مائة ألف، حتى جللوا وجه الأرض بالقتلى، فلذلك سميت جلولاء. ينظر تاريخ المصنف ٤/ ٢٤ - ٣٤، والبداية والنهاية ١٠/ ٢٠ - ٢٤.
(٢) تفسير مجاهد ص ٢٥٥، ٢٥٦، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٥٠ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
(٣) أخرجه أحمد ١٩/ ١٩١، ٢٠/ ١٧٩، ٢١/ ٢٩٥ (١٢١٤٤، ١٢٧٨١، ١٣٧٦٧)، وعبد بن حميد (١٤١٣)، والترمذى (٢٩٩٧)، وأبو يعلى (٣٨٦٥)، وابن خزيمة (٢٤٥٨، ٢٤٥٩)، والطحاوى، ٣/ ٢٨٩، ٤/ ٣٨٦، والدارقطني ٤/ ١٩١ من طريق حميد به.