للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ربِّ، إنَّ أحبَّ الطعامِ إليَّ لحومُ الإبلِ وألبانُها، فإن شَفَيْتَنى فإنى أُحرِّمُها عليَّ (١). قال ابن جُريجٍ: وقال عطاءُ بنُ أبي رباحٍ: لحومُ الإبلِ وألبانُها حرَّم إسرائيلُ (٢).

حدَّثني محمدُ بنُ سنانٍ، قال: ثنا أبو بكرٍ الحَنفيُّ، قال: ثنا عَبَّادٌ، عن الحسنِ في قولهِ: ﴿كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ﴾. قال: كان إسرائيلُ حرَّم على نفسِه لحومَ الإبلِ، وكانوا يزعُمون أنهم يجِدون في التوراةِ تحريمَ إسرائيلَ على نفسِه لحومَ الإبلِ، وإنما كان حرَّم إسرائيلُ على نفسِه لحومَ الإبلِ قبل أن تُنزَّلَ التوراةُ، فقال اللهُ: ﴿قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾. فقال: لا تجدون في التوراةِ تحريمَ إسرائيلَ على نفسِه، أي (٣) لحمَ الإبلِ.

حدَّثنا محمدُ بنُ بشارٍ، قال: ثنا يحيى بنُ سعيدٍ، قال: ثنا سفيانُ، قال: ثنا حبيبُ بنُ أبي ثابتٍ، قال: ثنا سعيدٌ. عن ابن عباسٍ، أن إسرائيلَ أَخَذه عِرقُ النَّسَا، فكان يَبِيتُ بالليلِ له زُقاءٌ. يعني: صياحٌ. قال: فجعَل على نفسِه لئن شَفَاه اللهُ منه لا يَأكُلُه، يعنى لحومَ الإبلِ. قال: فحرَّمه اليهودُ. وتلا هذه الآيةَ: ﴿كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾. أَي: إِنَّ هذا قبلَ التوراةِ (٤).

حدَّثنا أبو كُريبٍ، قال: ثنا يحيى بنُ عيسى، عن الأعمشِ، عن حَبيبٍ، عن


(١) ذكره أبو حيان في البحر المحيط ٣/ ٣ عن عبد الله بن كثير.
(٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٥٢ إلى عبد بن حميد وابن المنذر عن عطاء.
(٣) في النسخ: "إلا". وهو ما لا يستقيم مع السياق المذكور في بقية الأثر قبل هذه اللفظة، والمثبت ما يستقيم به السياق. وهو صنيع الشيخ شاكر .
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ٧٠٥ (٣٨١٨)، والحاكم ٢/ ٢٩٢، والبيهقي ١٠/ ٨ من طريق يحيى بن سعيد به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٥١ إلى عبد بن حميد والفريابي وابن المنذر.