للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خالدِ بن أبي كَريمةَ، عن رجلٍ، عن ابن الزُّبير قولَه: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا﴾. قال: على قَدْرِ القوَّةِ (١).

حدَّثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ، قال: أخبَرنا يزيدُ، قال: أخبَرنا جُوَيبرٌ، عن الضحّاك في قولِه: ﴿مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا﴾. قال: الزادُ والراحلةُ، فإن كان شابًّا صحيحًا ليس له مالٌ، فعليه أن يُوَاجِرَ نفسَه بأكلِه وعَقِبه حتى يقضِىَ حَجَّتَه. فقال له قائلٌ: كلَّف اللهُ الناسَ أن يَمْشُوا إلى البيتِ؟ فقال: لو أن لبعضِهم ميراثًا بمكةَ، أكان تاركَه؟ واللهِ لَانْطَلَقَ إليه ولو حَبْوًا، كذلك يجبُ عليه الحجُّ (٢).

حدَّثنا محمدُ بنُ بشارٍ، قال: ثنا محمدُ بنُ بكرٍ، قال: أخبَرنا ابن جُريجٍ، قال: قال عطاءً: من وجد شيئًا يُبلغه فقد وجَد سبيلًا، كما قال اللَّهُ ﷿: ﴿مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا﴾.

حدَّثنا أحمدُ بنُ حازمٍ، قال: ثنا أبو نُعيمٍ، قال: ثنا أبو هانئ، قال: سُئِل (٣) عامرٌ عن هذه الآيةِ: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا﴾. قال: السبيلُ ما يَسَّرَه اللهُ.


(١) أخرجه ابن أبي شيبة ٤/ ٩٠ عن ابن مهدى به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٥٦ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ٧١٤ (٣٨٦٣) من طريق جويبر عن الضحاك قال: إن كان فقيرا وهو صحيح شاب، فليؤاجر نفسه بالأكلة والعقبة حتى يحج.
وقوله: بأكله وعقبه: يعنى: يعنى أن يجعل القاصد للحج - وليس معه نفقة وظهر يبلغه - نفسه أجيرا عند غيره، مقابل أن يطعمه ويحمله حتى يبلغ حجته ويقضيها.
(٣) في النسخ: "ثنا سهل بن". وسيأتي على الصواب في ص ٦٢٢.