للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴾. يقول: لم تَصُدُّون عن الإسلامِ وعن نبيِّ اللَّهِ من آمن باللَّهِ، وأنتم شهداءُ فيما تَقْرَءون من كتابِ اللَّهِ أن محمدًا رسولُ اللَّهِ، وأن الإسلامَ دينُ اللَّهِ الذي لا يقبَلُ غيرَه، ولا يَجْزِى إلَّا به، تجدونه (١) مكتوبًا عندَكم (٢) في التوراةِ والإنجيلِ (٣)؟

حدَّثني المُثَنَّى، قال: ثنا إسحاقُ، قال: ثنا عبدُ اللَّهِ بنُ أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرَّبيعِ نحوَه (٤).

حدَّثنا محمدُ بن سِنانٍ، قال: ثنا أبو بكرٍ، قال: ثنا عَبَّادٌ، عن الحسنِ في قولِه: ﴿قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴾. قال: هم اليهودُ والنصارى، نَهاهم أن يَصُدُّوا المسلمين عن سبيلِ اللَّهِ، ويريدون أن يَعْدِلُوا الناسَ إلى الضلالةِ (٥).

فتأويلُ الآيةِ على ما قاله (٦) السُّدِّيُّ: يا معشرَ اليهودِ، لم تصُدُّون عن محمدٍ، وتَمْنَعون مِن اتِّباعِه المؤمنين به؛ بكتمانِكم صفتَه التي تَجِدونها في كتبِكم. ومحمدٌ على هذا القولِ هو السبيلُ. ﴿تَبْغُونَهَا عِوَجًا﴾: تبغون محمدًا. هلاكًا.

وأما سائرُ الرواياتِ غيرِه، والأقوالِ في ذلك، فإنه نحوُ التأويلِ الذي بيَّنَّاه


(١) في ت ٢، والدر المنثور: "يجدونه".
(٢) في ت،١ ت،٢ ت، والدر المنثور: "عندهم".
(٣) ذكره ابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ٧١٧ عقب الأثر (٣٨٨٣) معلقا مختصرا، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٥٨ إلى عبد بن حميد.
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ٧١٧ (٣٨٨٣) من طريق عبد الله بن أبي جعفر به نحوه مختصرا.
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ٧١٧ من طريق أبي بكر الحنفى به مختصرًا.
(٦) في ص، ت ٢: "قال".