للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قتادةَ قولَه: ﴿وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ﴾. قال: كانوا يَتَمنَّون أن يَلْقَوا المشركين فيُقاتِلوهم، فلما لَقُوهم يومَ أُحُدٍ ولَّوْا (١).

حدَّثني المُثنى، قال: ثنا إسحاقُ، قال: ثنا ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الربيعِ، قال: إن أُناسًا (٢) من المؤمنين لم يَشْهَدوا يومَ بدرٍ والذي أعطاهم اللهُ مِن الفضلِ، فكانوا يَتَمنَّون أن يرَوا قتالًا فيقاتِلوا، فسِيقَ (٣) إليهم القتالُ حتى كان بناحيةِ المدينةِ يومَ أُحُدٍ، فأنزل اللهُ ﷿: ﴿وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ﴾ الآية (٤).

حدَّثني محمدُ بنُ بَشَّارٍ، قال: ثنا هَوْذةُ، قال: ثنا عوفٌ، عن الحسنِ، قال: بلَغَنى أن رجالًا مِن أصحابِ النبيِّ كانوا يقولون: لئن لقِينا مع النبيِّ لتَفْعَلنَّ (٥) ولتَفْعلنَّ (٥)، فابْتُلُوا بذلك، فلا واللهِ ما كلُّهم صدَق الله (٦)، فأنزل اللهُ ﷿: ﴿وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ﴾ الآية (٧).

حدَّثنا محمدُ بنُ الحُسينِ، قال: ثنا أحمدُ، قال: ثنا أسباطُ، عن السديِّ، قال: كان ناسٌ مِن أصحابِ النبيِّ لم يَشْهَدوا بدرًا، فلمَّا رَأَوا فَضِيلةَ أهلِ بدرٍ قالوا: اللهمَّ إنا نسأَلُك أن تُرِيَنا يومًا كيومِ بدرٍ، نُبْلِيك فيه خيرًا. فرَأَوا أُحُدًا، فقال


(١) تفسير عبد الرزاق ١/ ١٣٤.
(٢) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "ناسا".
(٣) في ت ٢: "فسبق".
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ٧٧٦ عقب الأثر (٤٢٥٤) من طريق ابن أبي جعفر به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٨٠ إلى عبد بن حميد.
(٥) في ت ١، ت ٢: "ليفعلن".
(٦) سقط من: ص، م.
(٧) ذكره ابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ٧٧٦ عقب الأثر (٤٢٥٤) معلقا، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٨٠ إلى المصنف.