للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يَنْقَدُّ عنه جِلْدُه إذا يا

كأنه أراد أن يقولَ: إذا يَفعلُ كذا وكذا. فاكْتَفَى بالياءِ مِن "يَفْعَلُ". وكما قال آخرُ منهم (١):

بالخيرِ خيراتٍ وإن شرًّا فَا

يريدُ: فشرًّا.

ولا أُرِيدُ الشرَّ إلا أن تا

يُريدُ: إلا أن تَشاءَ. فاكْتَفَى بالتاءِ والفاءِ في الكلمتَيْن جميعًا مِن سائرِ حروفِهما، وما أشبهَ ذلك مِن الشواهدِ التي يَطولُ الكتابُ باستيعابِه.

وكما حدَّثني يعقوبُ بنُ إبراهيمَ، قال: حدَّثنا ابنُ عُلَيَّةَ، عن أيوبَ وابنِ عونٍ، عن محمدٍ، قال: لما مات يزيدُ بنُ معاويةَ قال لي عَبِيدَةُ (٢): إني لا أُراها إلا كائنةً فتنةً فافْزَعْ مِن ضَيْعَتِك، والْحَقْ بأهلِك. قلتُ: فما تَأْمُرُني؟ قال: أحَبُّ إليَّ (٣) لك أنْ تا - قال أيوبُ وابنُ عونٍ بيدِهِ تحت خدِّه الأيمنِ يَصِفُ الاضطجاعَ - حتى تَرَى أمرًا تَعْرِفُه.

قال أبو جعفرٍ: يعني بـ "تا" تَضْطَجِع، فاجْتَزَأ بالتاءِ مِن "تَضْطَجِع". وكما قال الآخرُ في الزيادةِ في الكلامِ على النحوِ الذي وصَفْتُ (٤):


= ثكلته أمه. وفسرها محققو شرح شواهد الشافية بأنها من قولهم، عال عولا. بمعنى زاد في جريه. أما عاك فبمعنى كرّ. اللسان (ع و ك).
(١) الكتاب ٣/ ٣٢١ ونسبه في شرح شواهد الشافية ٤/ ٢٦٤ للقيم بن أوس.
(٢) في ص، م: "عبدة". وينظر تهذيب الكمال ١٩/ ٢٦٦.
(٣) في ر: "التي".
(٤) تأويل مشكل القرآن ص ٢٣٤، والصاحبي ص ٣٨٠.