للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذُكِرَ أن هذه الآيةَ نزَلت مِن أجلِ أن أهلَ الجاهليةِ كانوا يُورِّثون (١) الذكورَ دونَ الإناثِ.

كما حدَّثنا الحسنُ بنُ يحيى، قال: أخبرنا عبدُ الرزاقِ، قال: أخبرنا مَعْمَرٌ، عن قتادةَ، قال: كانوا لا يُورِّثون النساءَ، فنزَلت: ﴿لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ﴾ (٢).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حَجّاجٌ، عن ابن جُريجٍ، عن عِكرمةَ، قال: نزَلت في أمِّ كُجَّةَ (٣) وابنةِ أُمِّ (٣) كُجَّةَ (٤) وثعلبةَ وأوسِ بن ثابتٍ (٥)، وهم مِن الأنصارِ. كان أحدُهم زوجَها والآخرُ عمَّ ولدِها، فقالت: يا رسولَ اللَّهِ، تُوفِّيَ زوجِى وتَرَكنِى وابنتَه، فلم نُورَّثْ (٦)! فقال عمُّ ولدِها: يا رسولَ اللهِ، ولدُها (٧) لا يركبُ فرسًا، ولا يحْمِلُ كلًّا، ولا يَنْكَأُ (٨) عدوًّا، يُكْسبُ عليها (٩) ولا تَكْتَسِبُ!


(١) في ص، ت ٢، س: "يرزقون".
(٢) تفسير عبد الرزاق ١/ ١٤٩. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ٨٧٢ (٤٨٤٥) عن الحسن بن يحيى به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ١٢٢ إلى ابن المنذر.
(٣) سقط من: النسخ، والمثبت من الإصابة ٨/ ٢٨٥.
(٤) في ص، ت ١: "كحلة"، وفى م، وأسباب النزول: "كحة". والمثبت من تفسير البغوي والإصابة. قال الحافظ: ومما لم يتقدم من الاختلاف هناك أن الطبرى أخرج من طريق ابن جريج، عن عكرمة، قال: نزلت في أم كجة وبنت أم كجة، وثعلبة وأوس بن ثابت، وهم من الأنصار … وقال أيضًا في ٨/ ٢٨٦: وأما المرأة فلم يختلف في أنها أم كجة، بضم الكاف وتشديد الجيم، إلا ما حكى أبو موسى عن المستغفرى أنه قال فيها: أم كُحْلة بسكون المهملة بعدها لام.
(٥) في النسخ: "سويد". والمثبت من مصدرى التخريج. وقد اختلف في اسم زوج صاحبة القصة، فذكر ابن الأثير في أسد الغابة ١/ ١٦٦ في ترجمة أوس بن ثابت بن المنذر بن حرام الأنصارى، أن الآية إنما نزلت فيه، وكذا ذكر ذلك الحافظ في الإصابة ١/ ١٤٤، ١٤٥، ثم عاد فذكر في ١/ ١٥٥ في ترجمة أوس بن سويد الأنصارى أن الباوردى ذكره في الصحابة، وساق أثرًا أخرجه الباوردى عن عكرمة أن الآية إنما نزلت في أوس بن سويد هذا.
(٦) في ت ١: "يورث"، وفى س: "تورث".
(٧) سقط من م، س. وينظر مصدرى التخريج. وإنما يعنون بولدها بناتها، فكل مولود ولد.
(٨) نكأت العدو أنكؤهم لغة في نكيتهم: أي هزمته وغلبته. ينظر اللسان (ن ك أ).
(٩) يعنى: يكسب لها.