للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ﴾.

يَعْنى بذلك جلَّ ثناؤه: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾: صَدَّقوا الله ورسولَه ﴿لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ﴾، يَقُولُ: لا يَأْكُلْ بعضُكم أموالَ بعضٍ بما حُرِّم عليه مِن الرِّبا (١) والقِمارِ، وغيرِ ذلك من الأمورِ التي نهاكم اللهُ عنها، ﴿إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً﴾.

كما حدَّثنا محمدُ بنُ الحسينِ، قال: ثنا أحمدُ بنُ مُفَضَّلٍ، قال: ثنا أسباطُ، عن السديِّ: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ﴾: أمَّا (٢) أَكْلُهم أموالَهم بينَهم بالباطلِ، فبالرِّبا (٣) والقمارِ والنَّجْشِ (٤) والظلمِ، إلا أن تَكُونَ تجارةً، لِيَرْبَحْ في الدرهمِ ألفًا إن اسْتَطاع (٥).

حدَّثني محمدُ بنُ المثنى، قال: ثنا أحمدُ بنُ المُفَضَّلِ، قال: ثنا خالدٌ الطَّحّانُ، قال: أخبَرنا داودُ بنُ أبى هندٍ، عن عِكرمةَ، عن ابن عباسٍ في قولِه تعالى: ﴿لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ﴾. قال: الرجلُ يَشْتَرى السِّلعةَ، فيَرُدُّها ويردُّ معها درهمًا (٦).


(١) في ص، س، ت ١: "الزنا".
(٢) في م: "نهى عن".
(٣) في م: "وبالربا"، وفى ت ١: "فالزنا"، وفى س: "والزنا"، وفى تفسير ابن أبي حاتم: "فبالزنا".
(٤) في م، ت ١: "البخس"، وفى س: "النجس". والنَّجْش: هو أن يريد الإنسان أن يبيع بياعة فتساومه فيها بثمن كثير؛ لينظر إليك ناظر فيقع فيها. التاج (ن ج ش).
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ٩٢٧، ٩٢٨ (٥١٨٣، ٥١٨٥) من طريق أحمد بن المفضل به.
(٦) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٣٢١ (١٧٠٣)، ٣/ ٩٢٧ (٥١٨٢) من طريق داود بن أبي هند به بمعناه. وقد تقدم في ٣/ ٢٧٨ من طريق خالد عن داود عن عكرمة قوله.