للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سبيل الله فتُقْتَلَ؟! فنَزَلتْ: ﴿وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾ (١).

حدَّثنا أبو كريبٍ، قال: ثنا معاويةُ بنُ هشامٍ، عن سفيانَ الثوريِّ، عن ابنِ أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال: قالت أمُّ سَلَمَةَ: يا رسولَ اللهِ، تَغْرُو الرجالُ ولا نَغْرُو، وإنما لنا نصفُ الميراثِ؟! فنَزَلَتْ: ﴿وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ﴾. ونزَلت: ﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ﴾ [الأحزاب: ٣٥].

حدَّثني المثنى، قال: ثنا عبدُ اللهِ بنُ صالحٍ، قال: ثني معاويةُ بنُ صالحٍ، عن عليِّ بنِ أبي طلحةَ، عن ابنِ عباسٍ قولَه: ﴿وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾. يقولُ: لا يَتَمَنَّى الرجلُ يقولُ: ليت أنَّ لي مالَ فلانٍ وأهلَه. فنهَى اللهُ سبحانَه عن ذلك، ولكن لِيسْأَلِ اللهَ مِن فضلِه (٢).

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، عن عيسى، عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ في قولِه: ﴿وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾، قال: قولُ النساءِ: ليتَنا رجالًا (٣) فتَغْزُوَ، ونَبْلُغَ ما يَبْلُغُ الرجالُ (٤).


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ٩٣٥ (٥٢٢٤، ٥٢٢٥)، والحاكم ٢/ ٣٠٥، ٣٠٦ من طريق سفيان الثورى به.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ٩٣٥ (٥٢٢٦) من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح به.
(٣) في م: "رجال" وقد جاء في مصدر التخريج: "ليتنا كنا رجالًا". وقد أجاز الفراء نصب اسم ليت وخبرها فقال: ليت زيدًا قائما على معنى ليت، فكأنه قال: أتمنى زيدا قائما. وأجاز الكسائي نصبهما أيضا، على إضمار "كان"، والتقدير عنده: ليت زيدًا كان قائما، وينظر تفصيلًا أكثر في شرح المفصل لابن يعيش ٨/ ٨٤.
(٤) تفسير مجاهد ص ٢٧٣، ٢٧٤.